============================================================
الشهيد شح معالم العدل والنوحيد وجوابه أن علمنا بوجود أتفسنا وآلامنا ولذاتنا أصل في صحة النظر وكمال العقل، وكل ما كان أصلا في صحة النظر لا يمكن تصحيحه بالنظر؛ لأنه يكون دورا محضا.
اا وثانيها لو صح أن يفعل الله تعالى فينا علما ضروريا بما نعلمه استدلالا لصح منه تعالى ان يفعل فينا العلم بصفة الشيء باضطرار، ونعلم ذاته بضرب من الاستدلال حتى يعرف وجود زيد بخبر النبي ونعرف كونه قادرا باضطرار، ولو صح ذلك لم يمتنع أن تدخل علينا شبهة في نبوة ذلك النبي فيزول علمنا بوجود زيد ويبقى كوننا عالمين بكونه قادرا باضطرار، وهذا محال.
وجوابه أن العلم بكون زيد قادرا باضطرار يتضمن العلم بوجوده فيستحيل حصول العلم بكونه قادرا باضطرار عند عدم العلم بوجوده.
وثالثها أن الله تعالى لو قدر على أن يخلق فينا علما ضروريا بما علمناه استدلالا لجاز إذا صرنا مضطرين إلى ذلك أن نكتسب العلم به؛ لأنا أصحاء، والأدلة حاضرة. ولو جاز أن نكتسب العلم به لجاز أن نكتسب الجهل بدلا عنه كسائر ما نعلمه بالاستدلال، ويلزم من ذلك كوننا عالمين بالشيء الواحد بالضرورة وجاهلين به، وإنه محال، وما أدى إليه فهو محال أيضا.
وجوابه من وجهين: أما أولا فنقول: لم لا يجوز أن يكون حصول العلم الضروري مانعا من صحة طلب العلم الاستدلالي؛ لأن النظر طلب؛ وطلب الحاصل محال.
Page 143