============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل قادرا، ولم تثبتوا له أقنوم القادرية، وأثبتموه سميعا بصيرا ولم تثبتوا له أقنوم السمع والبصر، فلهذا بطل قولكم بانحصارها في ثلاثة.
ل وجه آخر من المطالبة: أليس قد زعمتم أنه تعالى واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية، فخبرونا هل يمكن انفصال كل واحد من هذه الأقانيم عن غيره بفصل أم لا؟
فإن قالوا: لا يفصل عن غيره ولا يمكن تميزه عنه. قلنا: فلم كان الآب بأن يكون أبا أولى من أن يكون ابنا ولم كان والدا بأولى من أن يكون ولدا؟ وهكذا الروح. وإن قالوا: إن كل واحد من الأقانيم منفصل عن غيره ومتميز. قلنا: فعلى هذا القول يكون قد عمها الجوهر ثم انفصل كل واحد منهما عن غيره بفصل، وهذا يوجب عليكم القول بأن الآب مركب من جنس وفصل إذ قد شارك غيره في الجوهرية وانفصل عنه بفصل، وهذا معنى المركب، ويبطل قولكم أن الآب بسيط وأن حقيقة ذاته غير مركبة، فهذا هو الكلام عليهم في المقالة الأولى فيما يختص الذات وهو التثليث.
المقالة الثانية فيما زعموه في أمر عيسى عليه السلام وهو الاتحاد ال وقد اتفقوا على القول بالاتحاد، واختلفوا في كيفيته، فذهب الملكانية(1) إلى أن الاتحاد كان بالإنسان الكلي، والباقون أثبتوا الاتحاد بالإنسان الجزئي: ا- الملكانية هي مذهب جميع ملوك النصارى وعامتهم حيث كانوا حاشا الحبشة والنوبة، وقوهم أن الله تعالى عبارة ثلاثة أشياء آب وابن وروح القدس كلها لم تزل، وأن عيسى عليه السلام إله تام كله وإنسان تام كله ليس أحدهما غير الآخر وأن الإنسان منه هو الذي صلب وقتل وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك، وأن مريم ولدت الاله والإنسان وأنهما معا شيء واحد ابن الله. ابن حزم: الفصل 111/1
Page 106