101

============================================================

السهيد شح معالم العدل والتوحيل الأول بيان حدوث العالم وإثبات محدثه وقد مر فلا نعيده.

الثاني بيان المناقضة فيما ذهبوا إليه واعتقدوه وظهورها من وجهين: أحدهما قولهم بأن هذين الالهين قديمان ومع ذلك قالوا بأنهما مخلوقان، ومن حق ما كان مخلوقا أن يسبقه عدم، ومن حق القديم الا يسبقه عدم، وأيضا فحق المخلوق أن يكون حاصلا بغيره، وحق القديم أن يكون حاصلا لذاته، فكيف يمكن القول بقدمهما مع القول بأنهما مخلوقان. وهذا جهل منهم وعدم علم بحقيقة القديم والمخلوق والميز بينهما.

وثانيهما قوهم بأنهما قديمان مع قوهم بأن التالي حاصل من جهة السابق ومعلول له، وما سبقه غيره وحصل عنه كيف يقال إنه قديم، ومن حق القديم أن لا يسبقه غيره، وأيضا فكيف يقال بأن السابق قديم وقد تلاه المحدث، وهو حصول التالي عنه من غير فصل وأمكن الإشارة إلى أوله، وهذا يبطل قدمه؛ لأن من حق القديم أن يكون سابقا على المحدث سبقا لا نهاية له.

الثالث في إفساد ما زعموه ويتضح بطلانه بوجوه: أولها لو سلمنا لكم صحة هذين الأصلين مع ما فيهما من اهذيان والتحكم فكيف تقولون إن السابق مؤثر في التالي وإنه معلول عنه وكلاهما حاصل فيما لا أول له على زعمكم، فلم اختص السابق بالتأثير في التالي، ولم لم ينعكس الأمر فيكون التالي مؤثرا في السابق، ولم لم يكن كل واحد منهما مؤثرا في الثاني حتى يلزم أن يكون كل واحد منهما مؤثرا في نفسه بواسطة الآخر، ثم ما يؤمنكم أن يكون كلاهما معلولا عن علة أخرى إلى غير

Page 101