143

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genres

فإن تداركه مولاه بعد العزم بالعصمة، وإلا تمكن وصار طلبا وسعيا، وكان من أعمال الجوارح، فما كان من نية فمكتوب له في الحسنات إن كان خيرا، وما كان من نية شر وعزم عليه فمؤاخذ به؛ فالنفس مجالسة للعدو، مؤاخية له؛ ثم إن أعمال الجوارح أعظم في الأجر والوزر.

وقيل: ما لاح في القلب من هم بمعصية ولا يثبت فهو من نزغ العدو، وما فيه من هوى ثابت فمن الأمارة بالسوء، وما ورد عليه من هم بخطيئة ووجد العبد فيه انقباضا، فالورود من قبل العدو والانقباض من قبل الإيمان، وما وجده وجدا من هوى بمعصية ثم ورد عليه المنع فالوجد من النفس والوارد المانع من الملك الملهم، وما وجده من فكر في العواقب وتدبير في الأمور فمن العقل، فما وجده من خوف أو حياء أو ورع أو زهد فمن الإيمان، وما شهده القلب من تعظيم وإجلال فمن اليقين وهو من نور الإيمان.

فصل

اعلم أيها الطالب لرضى الله أن الشيطان لا يرضى منك بغير هلاكك ودخولك النار معه، فلا مطمع فيه بمصالحة ولا لأمن منه ولا لغفلة عنك، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم} الآية (سورة يس: 60)، {إن الشيطان لكم عدو} الآية (سورة فاطر: 6)، لأنه مجبول على العداوة، منتصب للمحاربة ليله ونهاره، ومعه عليك أعوان منك، وهو فارغ لك وأنت عنه مشغول، ويراك ولا تراه، وتنساه ولا ينساك، فوجب الحذر منه، والاستعاذة من شره ومكره، ولا طاقة لمحاربته إلا بعون من الله وعصمته.

Page 143