Tahdid Nihayat Amakin
Genres
============================================================
42 فى الحضيض، وبرودة عرض ستين فى الشمال ، ال إذاكانت فى الأوج . فأما هذا الحر فمحتمل المقدارقى كون الحيوان، وأما مقدار البرودة فمهلك .
فأما ما وراءه نحو القطب الجنوبي فإفراط البرد فيه أزيد عليه ، وإن كان حره مائلا نحو الاعتدال . وأما ما كان أقرب منه إلى مدار المنقلب فحره ازيد وبرده أنقص ، وكون الحيوان فيه أمكن لأن خط الاستواء إن كان مكونا ، فالموضع الذى عرضه فى الحنوب ثمانية وأربعون (21 جزءا يتعاقب عليه حر خط الاستواء، وبرد عرض ثمانية وأريعين جزءا فى الشمال . على أن الأمر الطبيعى أيضا يمنع بقاء الحيوان فيه ، من جهة أته قلما يقاوم الإفراط فى الحر والبرد المتعاقبين عليه بقياس حال الخريف إلى الربيع ، لأنه لم يصر ممرضا مهلكا إلآ لهذا السبب ، وإن لم يخل من أسباب أخر.
وإنما حصلت العمارة فى الشمال بسبب الاعتدال والتكافؤ، فان مسامتة الشمس اياه تقتضى (1) زيادة فى الحر ، وتباعدها عن المركز يوجب نقصانا منه فيتكافآن ، ويحصل الأثر بعيدا عن طرفى الإفراط والتفريط ، قائما إما 43 فى الوسط المحمود، /ل وإما بالقرب منه .
ال ثم بجتمع فى الجنوب الإفراط من جهتى المسامتة والاقتراب ، قيزول الأثرعن الاعتدال . كل ذلك من مدبر حكيم لا باتفاق وجزاف ، وأنه ورضع الماء حيث لم تكن العمارة لاختلاف هواثه ، وأبرز من الأرض ما آمكن فيه العمارة وذكر ابن العميد : أنه لو كان الجنوب يايسا وهت منه رياح لكانت و ممائم مهلكة ، فلما جعل رطبا أزالت الرطوبة ذلك الفساد . يدلك على ذلك ما يهب من الرياح من جهة المغاوز والبوادى ، فإنتها تكون () محرقة (1) فى الفصل : وأربن (2) فى الاصل : يقتضى .
(2) ف الأصل : يكون .
60
Page 66