204

Tahdhib Riyasa

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Investigator

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Publisher

مكتبة المنار

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الأردن الزرقاء

فعقر فَلم يسْتَطع النهوض حَتَّى أخذُوا بضبعيه فَسَارُوا إِلَى الْمِنْبَر فَلم يقدر أَن يرقى حَتَّى أصعدوه فَجَلَسَ طَويلا لَا يتَكَلَّم فَلَمَّا رَآهُمْ رَجَاء جُلُوسًا قَالَ أَلا تقومون فتبايعون لأمير الْمُؤمنِينَ فَنَهَضَ الْقَوْم إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ رجلا رجلا قَالَ فَمَا مد يَده إِلَيْهِم فَلَمَّا صعد هِشَام مد يَده إِلَيْهِ وَقَالَ هِشَام إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون فَقَالَ عمر نعم إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون حِين صَار يَلِي هَذَا الْأَمر أَنا وَأَنت ثمَّ قَامَ فَخَطب فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي لست بقاض وَلَكِنِّي منفذ وَلست بِمُبْتَدعٍ وَلَكِنِّي مُتبع وَإِن حَوْلكُمْ كثيرا من الْأَمْصَار والمدن فَإِن هم أطاعوا كَمَا أطعتم فَأَنا وَلِيكُم وَإِن هم امْتَنعُوا فلست عَلَيْكُم بوالي ثمَّ نزل يمشي فَأَتَاهُ صَاحب المراكب قَالَ مَا هَذَا قَالَ مراكب الْخَلِيفَة قَالَ لَا حَاجَة لي بِهَذَا فأتوني بدابتي فَأتوا بدابته فركبها ثمَّ خرج وَخَرجُوا مَعَه فَقَالُوا نسيرها هُنَا قَالَ غلى أَيْن فَقَالُوا إِلَى الْبَيْت الَّذِي يهيأ للخليفة فَقَالَ لَا حَاجَة لي فِيهِ انْطَلقُوا بِي إِلَى منزلي فَأتى منزله فَنزل عَن دَابَّته ثمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَجعل يكْتب بِيَدِهِ إِلَى الْعمَّال والأمصار ويملي على نَفسه وَقيل أَنه كَانَ رُبمَا اشْتريت لَهُ الْحلَّة بألفي دِرْهَم قبل

1 / 298