(الإعراب)
يقال: كم وجها يجوز في قوله: ما بعوضة؟
قلنا: ثلاثة أوجه: الأول: أنه صلة، وتقديره: مثلا بعوضة فما فوقها.
الثاني: أن يكون نكرة مفسرة بالبعوضة، كما يكون نكرة موصوفة، في قولك: مررت بما هو خير منك.
الثالث: أن يكون بمعنى (الذي)، كأنك قلت: الذي هو بعوضة، والاختيار أنه صلة عند البصريين، وأجازه الكسائي والفراء وثعلب.
ويقال: كم وجها في نصب (بعوضة) ورفعها؟
قلنا: يجوز النصب من ثلاثة أوجه: الأول: المفعول الثاني من يضرب عند البصريين.
الثاني: أن يكون معرفة بتعريف (ما) كما قال حسان: وكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا واختار هذا الوجه ثعلب والزجاج، وعلى هذا يجعل (ما) اسما تاما، وينصب (بعوضة) بنصبها.
الثالث: أجازه الكوفيون، وهو النصب على إسقاط الخافض، كأنه قيل: ما من بعوضة فما فوقها.
فأما رفع (بعوضة) فيجوز من وجهين: أحدهما: أن يكون خبر ل (هو) في صلة (ما)، كأنه قيل: الذي هو بعوضة.
والثاني: على الجواب، كأنه قيل: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا، فقيل: ما هو؟ فقيل: بعوضة فما فوقها، كما يقال: مررت برجل زيد، أي هو زيد، و(ما) ههنا يجوز أن تكون كافة للفعل، فيستأنف الكلام بعدها، وهو على معنى المفعول.
Page 296