106

ويقال: لم دخلت الفاء في قوله: فيعلمون؟

قلنا: لأنها جعلت جوابا لما فيها من معنى الجزاء، كأنك إذا قلت: أما زيد فهو قائم، فتقديره مهما يكن من شيء فهو قائم.

ويقال : كيف جواب ماذا أراد الله بهذا مثلا؟

قلنا: فيه وجهان، وذكرهما سيبويه والأخفش: أحدهما: أن تجعل (ما) و(ذا) بمنزلة اسم واحد، فيكون جوابه نصبا.

والثاني: أن يكون (ذا) بمعنى (الذي) فيكون الجواب رفعا، وجاء القرآن بالتقديرين جميعا في: (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) وفي موضع آخر: (قالوا أساطير الأولين)

فالنصب كأنه قيل: أي شيء أنزل ربكم؟ وعلى الرفع: أي شيء الذي أنزل ربكم؟

ويقال: بم انتصب مثلا؟

قلنا: قال ثعلب: بأنه قطع، وقيل: انتصب بأنه تفسير، وقيل: بأنه حال.

* * *

(النزول)

قيل: لما ضرب الله تعالى المثلين للمنافقين، قالوا: الله أجل من أن يضرب هذه الأمثال، فنزلت هذه الآية، عن ابن عباس وابن مسعود.

وقيل: لما ضرب الله المثل بالذباب والعنكبوت تكلم قوم من المشركين، وعابوا ذكره، فأنزل الله هذه الآية، عن الحسن وقتادة.

* * *

(النظم)

يقال: كيف تتصل هذه الآية بما قبلها في ذكر المثل؟

Page 297