Tahbir al-Waraqaat bi-Sharh al-Thulathiyyat
تحبير الوريقات بشرح الثلاثيات
Genres
" وأخبار الآحاد عند العلماء من علم الخاصة لا ينكر على أحد جهل بعضها والإحاطة بها ممتنعة، وما أعلم أحدا من أئمة الأمصار مع بحثهم وجمعهم إلا وقد فاته شيء من السنن المروية من طريق الآحاد وحسبك بعمر بن الخطاب فقد فاته من هذا الضرب أحاديث فيها سنن ذوات عدد من رواية مالك في الموطأ، ومن رواية غيره أيضا، وليس ذلك بضار له ولا ناقص من منزلته، وكذلك سائر الأئمة لا يقدح في أمانتهم ما فاتهم من إحصاء السنن إذ ذاك يسير في جنب كثير ولو لم يجز للعالم أن يفتي ولا أن يتكلم في العلم حتى يحيط بجميع السنن ما جاز ذلك لأحد أبدا، وإذا علم العالم أعظم السنن وكان ذا فهم ومعرفة بالقرآن واختلاف من قبله من العلماء جاز له القول بالفتوى .. وبالله التوفيق.
وقيل للإمام مالك: العالم يخطىء. فقال: الذي دل عليه من الخير أكثر، ومن ذا الذي ليس فيه شيء؟! ولو لم يأمر بالمعروف إلا من ليس فيه شيء ما أمر أحدًا.
رابعًا: الدفاع والذب عن العلماء:
فى " الميزان ": قال ابن معين: وجدت بخط مروان بن معاوية الفزارى - شيخ الإمام أحمد، وابن معين- " وكيع رافضى "، فقلت له: وكيع خير منك، فسبني.
وليكن حاديك فى ذلك دائمًا، قول الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا ما اجتمعنا في المجالس للفخر
خامسًا: الاهتمام والتصحيح وعدم اللحن:
قال ابن كثير ﵀ " ينبغى لطالب الحديث أن يكون عارفًا بالعربية.
وقال الأصمعى: " أخشى عليه إذا لم يعرف العربية أن يدخل فى قوله: " من كذب علىّ متعمدًا
فليتبوأ مقعده من النار"
" وعن عياش بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: " جاء الدَّراورْدِى - يعنى عبد العزيز بن محمد - إلى أبى يعرض عليه الحديث، فجعل يقرأ ويلحن لحنًا منكرًا فقال له أبى: ويحك يا دراوردى أنت كنت بإقامة لسانك قبل هذا الشأن أحرى ". (١)
_________
(١) مراتب طلب العلم وطرق تحصيله، للشيخ رسلان، ١٠٩
1 / 19