[86] فاذا تأمل الانسان هذه الافعال والتدبيرات اللازمة المتقنة عن حركات الكواكب ورأى الكواكب تتحرك هذه الحركات وهى ذوات اشكال محدودة ومن جهات محدودة ونحو افعال محدودة وحركات متضادة علم ان هذه الافعال المحدودة انما هى عن موجودات مدركة حية ذوات اختيار وارادة . ويزيده اقناعا فى ذلك اذ يرى ان كثيرا من الاجسام الصغيرة الحقيرة الخسيسة المظلمة الاجساد التى ههنا لم تعدم الحياة بالجملة على صغر أجرامها وخساسة اقدارها وقصر اعمارها واظلام اجسادها وان الجواد الالهى افاض عليها الحياة والادراك التى بها دبرت ذاتها وحفظت وجودها علم على القطع ان الاجسام السماوية احرى أن تكون حية مدركة من هذه الاجسام لعظم اجرامها وشرف وجودها وكثرة انوارها كما قال سبحانه لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون . وبخاصة اذا اعتبر تدبيرها للاجسام الحية التى ههنا علم على القطع انها حية فان الحى لا يدبره الا حى اكمل حيوة منه .
Page 190