212

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Investigator

سليمان دنيا

Publisher

دار المعارف - مصر

Edition Number

الثالثة

فقول الشيخ يوهم أنه يقول بأنه ينعكس عرفيا عاما لأنه قال في الشفاء يجوز أن يكون كالأصل

وهذا يدل على أنه يكون أيضا بخلاف الأصل أعني يكون ضروريا وعلى هذا التقدير فالبيان بطريق الخلف هو الذي مر من غير تفاوت

وقال القاضي الساوي صاحب البصائر إنه يجب أن يكون كالأصل لأنه لو كان دائما أو ضروريا لكان عكس العكس الذي هو الأصل أيضا دائما أو ضروريا وذلك لانعكاسهما على أنفسهما هذا خلف

وقال من تأخر عنه زمانا أنا نقول لا شيء من الكاتب بساكن لا دائما بل ما دام كاتبا ولا نقول في عكسه لا شيء من الساكن بكاتب لا دائما لأن بعض ما هو ساكن يدوم سكونه كالأرض ولأجل وفي نسخة فإلى ذلك كان العكس عرفيا عاما محتملا للضرورة أو الدوام

وقال آخر بعده هذا العرفي يجب أن يكون البعض منه عرفيا خاصا لئلا يلزم ما أورده صاحب البصائر

وأقول في تقديره إن هذا العكس لا يحفظ الكمية والجهة معا بل يحفظ إحداهما

وحدها إما الكمية وحينئذ تصير في الجهة عامة

وإما الجهة وحينئذ تصير في الكمية جزئية

أما الانعكاس فلأن الأصل يقتضي امتناع اجتماع وصفي (ج) و (ب) ويلزم على ذلك أن الموصوف ب (ب) حال اتصافه به لا يكون موصوفا ب (ج)

وأما انحفاظ الجهة في البعض فلأن الأصل يقتضي أن تكون ذات [ج] قد تخلو عن الاتصاف به وإلا لكان عدم اتصافها ب (ب) أيضا دائما وكان لا دائما هذا خلف

وإنها قد تتصف ب (ب) في بعض أوقات خلوها عن (ج) وإلا لكان [ب] دائم السلب عنها وكان لا دائما

هذا خلف

فتلك الذات عند اتصافها ب (ب) يمتنع أن توصف ب (ج) لا دائما ولكن ما دامت

Page 327