Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genres
[2.239]
{ فإن خفتم } من عدو ولص وسبع { ف } حافظوا عليها { رجالا } جمع راجل او رجيل او رجلان او رجل بكسر الجيم او ضمه يعنى لا يلزم القيام والتوقف فى الصلاة وقت الخوف { أو ركبانا } جمع راكب ولا اختصاص له بركوب الجمل وغيره وعن الصادق (ع) انه قال: اذا خاف من سبع او لص يكبر يومئ ايماء { فإذآ أمنتم فاذكروا الله } فصلوا، او المراد مطلق الذكر، او المراد الذكر القلبى الذى هو صلاة الصدر { كما علمكم } ذكرا يكون مثل تعليمه اياكم يعنى يوازى تعليمه اياكم، او كذكر علمكم بلسان خلفائه، او كالذكر الذى علمكم بلسان خلفائه على ان يكون ما مصدرية او موصوفة او موصولة وعلى الاخيرين فقوله تعالى { ما لم تكونوا تعلمون } يكون بدلا.
[2.240]
{ والذين يتوفون } اى يظنون التوفى بظهور آثاره او يعلمون التوفى فى المستقبل { منكم ويذرون أزواجا وصية } قرء بالنصب بتقدير يوصون خبرا للذين وبالرفع بتقدير عليهم وصية { لأزواجهم متاعا } مصدر لمحذوف جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما يفعلون بالوصية فقال: يمتعون ازواجهم متاعا { إلى الحول } او بدل عن وصية نحو بدل الاشتمال، او منصوب بنزع الخافض اى يوصون وصية بمتاع { غير إخراج } بدل نحو بدل البعض من الكل، او حال عن الازواج مؤولا باسم المفعول، او عن فاعل يذرون مؤولا باسم الفاعل، وقيل فى اعراب اجزاء الآية اشياء اخر اجودها ما ذكرنا ، وفى الاخبار: ان الآية منسوخة بآية عدة الوفاة وآية ميراثهن فانه كان الحكم فى اول الاسلام ان ينفق الوارث على المرأة الى الحول ثم تخرج من غير ميراث؛ فنسختها بكلا حكميها آية العدة وآية ميراثهن؛ وان كانت آية العدة متقدمة فى النظم فانها كانت متأخرة فى النزول { فإن خرجن } من منازل الازواج يعنى بعد الحول على ان يكون الحكم بعدم الإخراج فى الحول واجبا او قبل الحول على ان يكون غير واجب { فلا جناح عليكم } ايها الوراث او الخطاب لاولياء النساء او للحكام { في ما فعلن في أنفسهن من معروف } كالتزيين والتعرض للخطاب واجابة خطبتهم والنكاح لهم { والله عزيز } لا يمنع مما يريد فاحذروا انتقامه فى مخالفته واحذروا الظلم على من تحت ايديكم { حكيم } لا يأمر ولا ينهى الا بما فيه صلاحكم.
[2.241-242]
{ وللمطلقات متاع بالمعروف } تعميم بعد تخصيص وبيان حكم ندب بعد الحكم الفرض فان حكم التمتيع فيما سبق كان للمطلقات الغير الممسوسات الغير المفروض لهن، وفى الخبر: متعة النساء واجبة دخل او لم يدخل؛ وتمتع قبل ان تطلق؛ وفى بيان هذه الآية عن الصادق (ع): متاعها بعد ما تنقضى عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، قال: وكيف يمتعها وهى فى عدتها ترجوه ويرجوها ويحدث الله بينهما ما يشاء { حقا } مفعول مطلق مؤكد لغيره او حال { على المتقين كذلك } التبيين لاحكام النساء فى توفى ازواجهن وفى طلاقهن { يبين الله لكم آياته } الثابتة فى حق أنفسكم وفى حق مخالطيكم ومخالطاتكم { لعلكم تعقلون } تصيرون عقلاء او تدركون بعقولكم كونها آيات وأحكام لله وتدركون مصالحها وحكمها.
[2.243]
{ ألم تر } استفهام انكارى وكان حق العبارة ان يقول الم تذكر لكنه اتى بالرؤية الدالة على جواز الرؤية لهم للاشعار بأنهم وان كانوا قد مضوا ولا يراهم المقيدون بالزمان لكنهم بالنسبة اليه (ص) حاضرون فان الازمان بالنسبة اليه (ص) منطوية ولا فرق عنده (ص) بين الماضى والمستقبل والحال لكونه (ص) محيطا بالزمان والزمانيات { إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال } قولا مناسبا لشأنه لا بنداء يسمع ولا بصوت يقرع بل بارادة هى ظهور فعله { لهم الله موتوا ثم أحياهم } روى ان هؤلاء كانوا اهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين الف بيت وكان الطاعون يقع فيهم فى كل اوان فكانوا اذا أحسوا به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم وبقى فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر فى الذين اقاموا ويقل فى الذين خرجوا، فيقول الذين خرجوا: لو كنا اقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين اقاموا: لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال: فاجتمع رأيهم جميعا انه اذا وقع الطاعون وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فسافروا فى البلاد ما شاء الله ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا اهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها، فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله: موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم فى موضع فمر بهم نبى من انبياء بنى اسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال: يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله اليه افتحب ذلك؟ - قال: نعم يا رب؛ فأحياهم الله، قال: فأوحى الله عز وجل ان قل كذا وكذا؛ فقال الذى أمره الله عز وجل ان يقوله قال: قال ابو عبد الله (ع): وهو الاسم الاعظم؛ فلما قال حزقيل ذلك نظر الى العظام يطير بعضها الى بعض فعادوا احياء ينظر بعضهم الى بعض يسبحون الله عز وجل ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: اشهد ان الله على كل شيء قدير، وذكر فى نيروز الفرس ان النبى (ع) أمره الله ان صب الماء عليهم فصب عليهم الماء فى هذا اليوم فصار صب الماء فى يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها الا الراسخون فى العلم، وروى ان الله ردهم الى الدنيا حتى سكنوا الدور واكلوا الطعام ونكحوا النساء ومكثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم { إن الله لذو فضل على الناس } تعليل للاحياء بعد الاماتة او لمجموع الاماتة والاحياء بعدها اى أماتهم ثم أحياهم ليستكملوا بذلك لان الله ذو فضل على الناس او ليعتبر غيرهم بهم لان الله ذو فضل على الناس فيجعل بعضهم عبرة للآخرين { ولكن أكثر الناس لا يشكرون } فضله عليهم فلا ينظرون الى انعامه ولا يصرفون نعمته فيما خلقت لاجله.
[2.244]
{ وقاتلوا } عطف على مقدر مستفاد مما سبق كأنه قال: فلا تحذروا الموت وكلوا أمركم الى القدر فانه لا ينجى الحذر من القدر وقاتلوا { في سبيل الله } قد مضى بيان سبيل الله وان الظرف لغو او مستقر والظرفية حقيقية او مجازية وان المعنى قاتلوا حال كونكم فى سبيل الله او فى حفظ سبيل الله واعلانه وان سبيل الله الحقيقى هو الولاية وطريق القلب وكل عمل يكون معينا على ذلك او صادرا منه فهو سبيل الله { واعلموا أن الله سميع } لما يقوله المجاهدون والقاعدون والمثبطون والمرغبون { عليم } بالمتخلف ونيته والمجاهد ومراده؛ ترغيب وتهديد ووعد ووعيد.
Unknown page