Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Publisher
دار الثريا للنشر
Genres
مَثَلًا﴾، والخطاب كما سبق إما للرسول ﷺ أو لكل من يتأتى خطابه.
٢ - أن العبرة بما في القصة من ضرب الأمثال، وأنه ليس من الضروري أن يعين المثل المضروب فهنا قال: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ﴾. ولم يعين القرية، ولم يعين أولئك الأصحاب بأعيانهم؛ لأنه ليس هذا محل عبرة، بل العبرة في القصة كلها.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن الله ﷿ لن يدع الخلق بلا رسل لقوله: ﴿إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣)﴾ وقوله: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا﴾.
٤ - ومن فوائدها: بيان رحمة الله ﷿ في تعزيز الرسالة بالصيغة والعدد، لأنه قال: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤)﴾ فهنا التعزيز بالثالث تقوية فعلية، والتأكيد بـ (إنا) تقوية لفظية.
٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: جواز تعدد الرسل مع اتحاد المرسل إليه؛ لأن الله أرسل لهذه القرية اثنين ثم عززهما بثالث.
٦ - ومن فوائدها: أن الذين يكذبون الرسل ليس عندهم إلَّا المكابرة، وليس عندهم حجة عقلية أو نقلية لقولهم: ﴿قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (١٥)﴾ كل هذه الجمل الثلاث ليس فيها أي حجة تسوغ تكذيب هؤلاء الرسل، لأنك إذا رأيت هذه الحجج الثلاث أو الشبه لم تجد فيها حجة:
الأولى: أنهم ردوهم لأنهم بشر مثلهم، وقد سبق في التفسير بيان الرد عليها، وأنه لا يمكن أن يرسل للبشر إلَّا بشر
1 / 61