Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Publisher
دار الثريا للنشر
Genres
الدنيا، وأما خلفهم فإن الخلف هو الوراء قد يطلق بمعنى الأمام، ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (٧٩)﴾ (^١) قال العلماء: معناه: أمامهم. وكقوله تعالى: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (١٧)﴾ (^٢) أي: من أمامه.
وقيل: المراد بـ ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ﴾ المعاصي التي في مستقبلهم ويخشى أن يفعلوها ﴿وَمَا خَلْفَكُمْ﴾ المعاصي الماضية فيجعلون المراد بما بين أيديهم وما خلفهم من الأعمال لا من عذاب الله، وقد سبق أن قلنا: إن الآية إذا كانت تحتمل المعاني المقولة فيها بدون تعارض فإنها تحمل على الجميع. وقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥)﴾ لعل هنا للتعليل، أي: لأجل أن يرحمهم الله ﷿ إذا قيل لهم هذا الشيء، فجمع لهم بين الترغيب والترهيب، الترغيب بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥)﴾ والترهيب في قوله: ﴿اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُم﴾ فهؤلاء جمع لهم بين الترغيب والترهيب ومع ذلك لا يستجيبون، بل يعرضون ويستكبرون ويسخرون، ويقولون: هذا أساطير الأولين، وما أشبه ذلك مما هو معروف عن هؤلاء إذا دعوا إلى الله تعالى.
الفوائد:
في هذه الآية الكريمة من الفوائد:
١ - أن هؤلاء الكفار قد أقيمت عليهم الحجة وبلغتهم الدعوة ووعظوا، ولكن لم ينفعهم ذلك لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ
(^١) سورة الكهف، الآية: ٧٩. (^٢) سورة إبراهيم، الآية: ١٧.
1 / 160