Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
وقال بعضهم في هذه الآية :
﴿ماذا أجبتم﴾
؟ أي : كيف شكركم عن عبادي قالوا : |
﴿لا علم لنا﴾
بالإجابة ، إن شكرنا كذبنا وإن صدقنا شكوا ولا تحتمل قلوبنا أن نشكوا | | من ضعفاء إلى متكبر جبار ، إنك أنت علام الغيوب ، يستعفون من ذلك السؤال قوله : |
﴿إنك أنت علام الغيوب﴾
.
قال بعضهم : قطعهم بذلك عن الشفاعات حتى يستأذنوا فيأذن لمن يشاء بقوله تعالى : |
﴿من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه﴾
.
قوله تعالى : إذ أيدتك بروح القدس > 2 < <
المائدة : ( 110 ) إذ قال الله . . . . .
> [ الآية : 110 ] .
قال بعضهم : منهم من ألقى إليه روح النبوة ، ومنهم من ألقى إليه روح الصديقية ، | ومنهم من ألقى إليه روح المشاهدة ، ومنهم من ألقى إليه روح الإصلاح والحرمة ، وأسر | إليهم بما لا يترحم ، ولا يعبر علم رباني غاب وصفه وبقي حقه .
قال الواسطي رحمة الله عليه : لا تصح الصحبة مع الله إلا بصحبة الروح في صحبة | القدم .
قال الله تعالى :
﴿أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا﴾
[ الآية : 110 ] .
بالعقل فمن صحت صحبة روحه في القدم صحت صحبته مع الله .
وقال في قوله أيدتك بروح القدس : ذكر الروح في هذا الموضع لطف بالقربة من | المستترات .
قال بعضهم : قدست روحك أن تمازج شيئا من هيكلك وطبعك ، بل طهرته لئلا يرى | غيري ولا يشاهد سواي ، وأسكنته قالب جسمك ، سكون عارية كإسكان آدم صلى الله عليه وسلم الجنة | لأطهر به جسدك عن أدناس الكون حتى أقدسهما جميعا وأخرجهما إلى مجد القدس .
قوله تعالى : ^ ( يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون | الله ) ^ < <
المائدة : ( 116 ) وإذ قال الله . . . . .
> > [ الآية : 116 ] .
قال ابن عطاء : قمعه هذا الخطاب وأسره حتى أحوجه وجميع الأنبياء معا أن أقروا | بالجهل فقالوا : لا علم لنا .
قال تعالى :
﴿وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني﴾
[ الآية : 111 ] .
سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا الروذباري يقول : غاية الربوبية | في غاية العبودية لما استقام على بساط العبودية أظهر عليه شيئا من أوصاف الربوبية | بقضائه وقدره . |
Page 188