Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
وقال بعضهم : طاشت عقولهم وذهلت ألبابهم لهيبة ورود الخطاب عليهم .
وقال ابن عطاء : لا علم لنا بسؤالك ولا جواب لنا عنه .
وقال سهل بن عبد الله : لا عقل لنا وكانت مخاطبتهم في أصل العقل .
وقال بعضهم : لما ظهر لهم الحق بعلمه وسبقه ثم سألهم جحدوا علومهم ونسوها في | قوله :
﴿يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا﴾
[ الآية : 109 ] .
وذلك من إقامة الأدب لأجلها بما أجابوا .
وحكى الواسطي رحمة الله عليه عن الجنيد رحمه الله أنه قال عن غفلة : قالوا لا | علم لنا ولو فقهوا لماتوا ، ولو لحظت الرسل ما تحت خطابه لذابوا .
سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت أبا عمرو محمد بن الأشعث يقول : في قوله : |
﴿ماذا أجبتم﴾
؟ قالوا : لا علم لنا كعلمك ، فإنك تعلم ما أظهروا وما أعلنوا وأضمروا ، | ونحن لا نعلم إلا ما أظهروا فعلمك فيهم أنفذ .
وقال الواسطي رحمة الله عليه : خاطبهم بشاهدهم فثبتوا وأجابوا وسعوا في أمره | ونهيه ، ثم خاطبهم بشاهده في الآخرة وبالحقيقة فجحدوا أمرهم وأنكروا ذلك حقهم ، | لأن ما ستر عنهم لو أظهره لهم في الدنيا لما أبدوا رسالة ولا قاموا بحق ، وكأنهم قالوا : | ما دعونا إلى الذي ظهر ولا قمنا بحق ما أظهرت لنا
﴿لا علم لنا﴾
.
وقال سهل بن عبد الله في قوله
﴿لا علم لنا﴾
أي : لا علم لنا بمرادك في سؤالك | وأنت علام الغيوب ، وتلقى الخطاب بالجواب صعب ولا يتلقى خطابه إلا بالجهل | والاستكانة والفقر والذلة والخضوع .
سمعت محمد بن شاذان يقول : سمعت محمد بن الفضل يقول : في هذه الآية :
﴿لا علم لنا﴾
أي : لا علم لنا بجواب ما يصلح لهذا السؤال .
وقال أيضا :
﴿لا علم لنا﴾
إلا علمنا بأنك أنت أعلم بهم منا وليس علمنا كعلمك يا | ربنا .
Page 187