[37]
قوله تعالى : { فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه } ؛ قرأ ابن كثير بنصب (آدم) ورفع (كلمات) بمعنى جاءت الكلمات آدم من ربه. وفي قوله تعالى : { فتاب عليه } اختصار وتقليب المذكور ؛ وإلا فهو قد تاب عليه وعلى حواء.
واختلفوا في الكلمات التي تلقاها آدم ؛ قيل : نزل بها جبريل ؛ وهي " سبحانك لا إله إلا أنت وبحمدك ؛ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين ، سبحانك لا إله إلا أنت وبحمدك ؛ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ؛ سبحانك لا إله إلا أنت وبحمدك ؛ عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم " هكذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عباس أنها : [ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين]. وروي أنه قال : [يا رب ؛ أرأيت ما أتيت ؛ شيء أبتدعه من نفسي ، أو شيء قدرته علي قبل أن تخلقني ؟ فقال : بل شيئا قدرته عليك قبل أن أخلقك ، قال : يا رب فكما قدرته علي فاغفر لي].
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحاج آدم وموسى ؛ فقال : له موسى : أنت آدم الذي أغويت الناس ؛ وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض ، فقال له آدم : أنت موسى الذي أعطاك الله علم كل شيء ؛ واصطفاك على الناس بالرسالة. قال : نعم. قال : أتلومني على أمر كان قد كتب علي أن أفعله من قبل أن أخلق. فحج آدم موسى ".
وعن شهر بن حوشب قال : [بلغني أن آدم لما أهبط إلى الأرض مكث ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه حياء من الله عز وجل]. وقال ابن عباس : [بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعيم الجنة ؛ ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ؛ ولم يقرب آدم حواء مائة سنة].
وقوله تعالى : { فتاب عليه } أي تجاوز عنه ، { إنه هو التواب الرحيم } ؛ أي يقبل توبة عباده ؛ رحيم بخلقه.
Page 41