281

Tafsīr al-Qurʾān al-ʿAẓīm al-mansūb liʾl-Imām al-Ṭabarānī

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Genres

Tafsīr

[21]

قوله تعالى : { إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم } ؛ معناه : إن الذين يجحدون بآيات الله وهم اليهود والنصارى. { ويقتلون النبيين بغير حق } قرأ الحسن (ويقتلون) بالتشديد فهما على التكثير ، وقرأ حمزة (ويقاتلون الذين يأمرون).

وفي إضافتهم قتل الأنبياء هؤلاء الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قولان ؛ أحدهما : رضاهم بقتل من سلف منهم النبيين نحو قتلهم زكريا ويحيى ، والثاني : أن هؤلاء قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وهموا بقتله كما قال الله تعالى : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك }[الأنفال : 30] ، وقرأ بعضهم : (يقاتلون النبيين بغير حق).

وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال : " قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أي الناس أشد عذابا يوم القيامة ؟ قال : " رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر " ثم قرأ هذه الآية ؛ ثم قال : " يأ أبا عبيدة ؛ قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني اسرائيل ؛ فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فقتلوهم جميعا في آخر النهار من ذلك اليوم " فهم الذين ذكرهم الله في كتابه وأنزل فيهم الآية ".

قوله تعالى : { فبشرهم بعذاب أليم } أي أخبرهم بعذاب وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم.

Page 281