[16]
قوله عز وجل : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } أي أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ؛ واختاروا الكفر على الإيمان. وإنما أخرجه بلفظ الشراء والتجارة توسعا ؛ لأن الشراء والتجارة راجعان إلى الاستبدال والاختيار ؛ لأن كل واحد من المتبايعين يختار ما بيد صاحبه على ما في يده. قوله عز وجل : { فما ربحت تجارتهم } ؛ أي فما ربحوا في تجارتهم ؛ تقول العرب : ربح بيعك وخسرت صفقتك ؛ ونام ليلك ؛ توسعا. قال الله تعالى : { فإذا عزم الأمر }[محمد : 21]. وقرأ ابن أبي عبلة : (فما ربحت تجاراتهم) على الجمع. وقوله تعالى : { وما كانوا مهتدين } ؛ أي من الضلالة ؛ وقيل : معناه وما كانوا مصيبين في تجارتهم.
Page 22