[8]
قوله عز وجل : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } ، نزلت هذه الآية في المنافقين : عبدالله بن أبي بن أبي سلول ؛ ومعتب بن قشير ؛ وجد بن قيس ومن تابعهم ، كانوا يقولون للصحابة : آمنا بالذي آمنتم به ونشهد أن صاحبكم صادق ؛ وليس هم كذلك في الباطن إذا خلوا ، وكانوا يقولون فيما بينهم : هذه خلة نسلم بها عن محمد وأصحابه ونكون مع ذلك متمسكين بديننا ؛ فقال الله عز وجل : { وما هم بمؤمنين } وإنما وحد في أول الآية وجمع الضمير في آخرها ؛ لأن لفظ (من) للوحدان ، ومعناه يصلح للمذكر والمؤنث ؛ والاثنين والجماعة ؛ فعدل تارة إلى اللفظ وتارة للمعنى ؛ ومنه قوله تعالى : { بلى من أسلم وجهه لله }[البقرة : 112] الآية ، { ومن يقنت منكن لله ورسوله }[الأحزاب : 31] الآية.
Page 14