ومما أولع الكتاب في هذه الأيام باستعماله على غير وجهه كلمة «إعدام». فيقولون في الكلام على محاكمة القاتل أيا كان: «ثم حكمت عليه المحكمة بالإعدام». وعلمت من العلامة أحمد تيمور باشا، أن الإعدام ورد في عيون التواريخ لابن شاكر وفي الدرر الكامنة لابن حجر. وهو استعمال غريب جدا. فإن للإعدام معاني كثيرة، أقربها من هذا المعنى قولهم: إعدام الله تعالى فلانا الشيء، جعله يعدمه، أي: أفقده، أيا كأن يعدمه صحته أو ماله أو أولاده. إذا يكون قولهم: «حكمت عليه المحكمة بالإعدام» على تأويل حكمت عليه بأن يعدم حياته أو حكمت بإعدامه حياته. فلو قيل: حكمت عليه المحكمة بالموت، لكان أدل على المعنى المراد وأبعد عن التعسف والتكلف.
بعد دثارها
ويقولون: «فأحيا معالمها بعد دثارها»، أي: بعد بلائها. ولم يسمع المصدر دثار من دثر. فالصواب أن يقال: «بعد ثورها» أو «اندثارها»، وهو مصدر اندثر بمعنى دثر.
أوقر آذاننا
ويقولون: «فيا له من نبأ أوقر آذاننا»، أي: أثقلها أو ذهب بسماعها. والصواب أن يقال: وقرها. أما «أوقر» فمعناه التثقيل بالحمل. يقال: أوقر الدابة، وأوقر الدين فلانا ونحوهما.
يئست من تصليحه
ويقولون: «يئست من تصليحه». وكأنهم يقيسون التصليح على التنقيح والتصحيح.
11
والصواب أن يقال: «من إصلاحه»؛ لأنه لم يسمع للفعل «صلح» مزيد على فعل.
رضخ له
Unknown page