اكترث به
ويقولون: «لا يكترث بهذا الأمر». فيعدون «اكترث» بالباء قياسا على: عبأ وبالى. والصواب أن يعدى باللام، فيقال: لا يكترث للأمر، أي: لا يعبأ به، ولا يبالي. أما «أبه» فعندما يستعمل بهذا المعنى يعدى باللام مثل «اكثرث»، نحو: لا يؤبه له، وما أبهت له.
بكل معنى الكلمة
ويقولون: «زيد صادق بكل معنى الكلمة». وهو منقول حرفيا عن اللغات الأوربية، ويظهر فساد هذا التعبير في الألفاظ المشتركة، أي الموضوعة لمعان كثيرة، كالخال والعجوز والعين وغيرها، ولهم غنى عنه بما هو أجمل وأجزل، فيقال: «زيد صادق ناهيك من صادق، أو جد صادق، أو أي صادق، أو صادق حقا أو صادق كل الصدق» ونحو ذلك.
مجلس حسبي مصر. مدير عموم الحسابات. مفتش أول مصلحة المعارف
ويقولون: «مجلس حسبي مصر» و«مدير عموم الحسابات» و«مفتش أول مصلحة التلغرافات». وهذه التعابير كلها من اصطلاحات الكتاب في دواوين الحكومة، وهي شائعة مستفيضة في أكثر ما يكتبونه. والصواب أن يقال فيها: «مجلس مصر الحسبي» و«مدير الحسابات العام» و«مفتش مصلحة التلغرافات الأول».
جراح
ويقولون: «فلان من كبار الجراحين». فيستعملون صيغة فعال من جرح للدلالة على من يعالج الجراح والبثور والدمامل بالشق والبتر والبضع. والمسموع عن العرب: «جراحي»، وصناعته الجراحة. وجمعه: جراحيون.
جواب. مرسول ردا على جواب ذاك الطرف
ويقولون: «مرسول ردا على جواب ذاك الطرف أحد مرفوقاته». وهو أيضا من مصطلحات كتاب الدواوين، فيستعملون اسم المفعول من «رسل» وهو ممات، والمستعمل «أرسل» من باب أفعل، والاسم منه رسالة. أما «رسول» بمعنى مرسل، فأصله مصدر من الفعل الثلاثي الممات. ويستعملون الرد بمعنى الجواب أو الإجابة، مع أن الرد معناه الإرسال فقط. يقال: رد إليه جوابا، أي: أرسل به. ويستعملون الجواب - وأحيانا الخطاب - بمعنى الكتاب أو الرسالة، وكلاهما في غير محله. أما استعمال: «ذاك الطرف» الضخم الثقيل، فإن ضمير المخاطب - مفردا أو جمعا - يغني عنه. ويستعملون «مرفوقات» و«مرفقات» بمعنى: ملحقات، كأنهم يزعمون أن الفعل رفق وأرفق بمعنى صحب وأصحب. ولم يسمع عن العرب من هذه المادة ما يقرب من هذا المعنى سوى باب فاعل؛ يقال: رافقه، أي: صار رفيقه. والصواب أن يقال في هذه الجملة كلها: «مرسل جوابا عن كتابكم الملحق أو أحد الملحقات».
Unknown page