============================================================
القاضى تاج الدين عبد الوهاب المذكور في قضاء دمشق قيل له : من ترككم بدمشق يذكر الفقه كما ينبغي؟ فقال الشيخ تقى الدين السيكى : شمس الدين الغزي، وعماد الدآين الحسباني، وابي عبد الوهاب، وهو أذكرهم. انتهى بالمعنى. وهذه مفخرة لتاج الدآين السبكي..
وقد أثنى عليه شيخه الحافظ الذهبي، وذكره في "المعجم المختص" فقال : الولد القاضي الفاضل، تاج الدين، أبو الجود. ثم قال: كتب عني أجزاء ونسخها، وأرجو أن يتميز في العلم . انتهى .
وكان خبيرا بالفقه والأصول والحديث وغير ذلك . وتواليفه تدل على كثرة فضله وذكائه منها في الفقه كتاب "التوشيح" - بالواو قبل الشين - تصحيح على المنهاج والتنبيه، وكتاب "الترشيح" - براء مهملة قبل الشين - ويشتمل على ثلاثة أقسام : الأول : ما 8/ صححه والده من الخلاف في ) مذهب الشافعى مخالفا للرافعى والنواوى أو لأحدهما والقسم الثاني : ما صححه والذه من الخلاف الذي لم يسبقه أحد إلى تصحيحه. والقسم الثالث - وهو قليل بالنسبة إلى الأولين - : وهو ما اختاره والذه مذهبا له من حيث الدليل وإن خالفه في ذلك مذهب الشافعى، وذكر فيه اختيار والده في الأصلين وقواعد في الفقه، رآيت منها كراريس، وما أدري هل اكملها أم لا. ومنها في الأصول : "شرح مختصر ابن الحاجب" في مجلدين، ودشرح منهاج البيضاوى" في مجلدين، وكتاب "جمع الجوامع" وهو مما أحسن فيه كثيرا . ومنها "الطبقات الكبرى، والوسطى، والصغرى" والكبرى لم يكمل فيما أحسب، وهي قليلة الوجود كثيرة الفوائد. والوسطى كثيرة الفوائد أيضا، وقد أسند فيها أحاديث من مروئاته، وأسند اكثره في الكبرى:.
وكان مديما للاشتغال مع كثرة الشواغل، فصيحا مفؤها، حسن العبارة، درس كثيرا ، وأفتى، وولي قضاء دمشق آربع مرات، وخطابتها، والتدريس بمدارس كبار بدمشق، وتدريس المدرسة المجاورة لضريح الامام الشافعي بقرافة مصر، والخانقاه الشيخونية، وغير ذلك من المدارس بالقاهرة وكانت ولايته لقضاء دمشق أول مرة في سنة ست وخمسين وسبع مئة بسعي والده له 861/ب] في ذلك، واستمر حتى غزل عن ذلك بقريه قاضى القضاة بهاء الدين أبى البقاء محمد / بن 190
Page 190