Tabaqat Saniyya
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
Genres
Biographies and Classes
ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: حدثنا عنه أحمد بن عبد الله الجسري.
مات سنة خمس وسبعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
١٤١ - أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم
أبو العباس، شهاب الدين، الجوهري، القادري
ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة، أو التي بعدها.
وحفظ القرآن العظيم، وبعض المتون.
وأخذ الفقه، والحديث، والعربية عن التقي الشمني.
وأخذ أيضًا عن الأمين الأقصرائي، والكافيجي، وغيرهما.
ولازم الزين قاسمًا، وأخذ عنه كثيرًا من الفقه وأصوله، والحديث، و" أوقاف الخصاف "، وجملة من رسائله وتصانيفه.
وقرأ على النظام في " شرح الشمسية " للقطب، وفي " شرح أكمل الدين على المنار "، وأكثر من القراءة حتى على غير أهل مذهبه.
وحج، ودخل الشام، وغيره.
وناب في القضاء عن المُحب ابن الشحنة، واجيز بالإفتاء والتدريس، ببعض المدارس.
وكان مداومًا للإشغال، والاشتغال، مع التواضع، والعفة، والعقل، وحسن المحاضرة.
ومات سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
١٤٢ - أحمد بن إسماعيل بن عامر، أبو بكر
السمرقندي
رئيس سمرقند.
روى عن أبي عيسى الترمذي، وسعيد بن خشنام.
وذكره الحافظ أبو العباس المُستغفري، في " تاريخ نسف "، وقال: نزل في دارنا أيام جدي أبي بكر ابن المستغفري، وحدث بها، وكان كثير الحديث.
مات ببخارى، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
١٤٣ - أحمد بن إسماعيل بن عثمان
الإمام، العلامة، شهاب الدين،
الكوراني، الشافعي، ثم الحنفي
ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
ودأب في فنون العلم، حتى فاق في المعقولات، والمنقولات، واشتهر بالفضيلة.
ودخل القاهرة، ورحل إلى الروم، وصادف من ملكها السلطان مراد خان حظوة، فاتفق أنه مات وهو هناك الشيخ شمس الدين الفنري، فسأله السلطان أن يتحنف، ويأخذ وظائفه، ففعل، وصار المشار إليه في المملكة الرومية.
وألف للسلطان محمد بن السلطان مراد خان قصيدة في علم العروض، ستمائة بيت، سماها " الشافعية في علم العروض والقافية ".
مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
ومن نظمه قصيدة يمدح فيها النبي ﷺ، منها:
لقد جَادَ شِعْري في ثَناكَ فَصَاحةً ... وكيف وقد جادَتْ به ألْسُنُ الصَّخْرِ
لَئِنْ كان كعبٌ قد أصابَ بِمِدْحَةٍ ... يَمَانِيَّةٍ تزْهُو على التِّبْرِ في القَدْرِ
فلِي أمَلٌ يَا أجْوَدَ النَّاس بالْعَطَا ... ويَا عِصْمَةَ العَاصِينَ في رَبْعة الحَشْرِ
شَفاعَتُك العُظمَى تَعُمُّ جَرَائمِي ... إذا جئتُ صِفْرَ الكفِّ مُحتَمِلَ الوِزْرِ
وأول منظومة " الشافعية " قوله:
بحَمْدِ إلهِ الخَلْق ذِي الطَّوْلِ والبِرِّ ... بَدَأتُ بنظمٍ طَيُّه عَبَقُ النَّشْرِ
وثنَّيْتُ حَمْدِي بالصَّلاة لأحْمَدٍ ... أبِي القاسم المحْمُودِ في كُرْبَةِ الحَشْرِ
صَلاةً تعُمُّ الآلَ والشِّيَعَ الَّتِي ... حَمَوْا وَجْهَهُ يَوْمَ الكَرِيهَةِ بالنَّصْرِ
ذكره الحافظ جلال الدين السيوطي، في كتابه " نظم العقيان، في أعيان الأعيان ".
وذكره صاحب " الشقائق "، فقال ما ملخصه: إن الكوراني كان حنفي المذهب، قرأ ببلاده، وتفقه، ثم ارتحل إلى القاهرة، وقرأ بها القراءات العشر، وسمع الحديث، وأجازه ابن حجر، وغيره.
ثم رحل إلى الديار الرومية، واجتمع بالسلطان مراد خان، فأكرمه، وعظمه، وجعله مؤدبًا لولده السلطان محمد، فأقرأه القرآن، وأحسن تأديبه.
ثم إن السلطان محمدًا المذكور لما جلس على سرير المُلك، بعد موت أبيه، عرض الوزارة عليه، فأبى ولم يقبل، وقال: إن من ببابك من الخدم والعبيد، إنما يخدمونك لينالوا الوزارة في آخر أمرهم، فإذا كان الوزير من غيرهم تتغير خواطرهم، ويختل أمر السلطنة. فأعجبه ذلك.
وعرض عليه قضاء العسكر، فقبله، وباشره أحسن مباشرة، وقرب أهل الفضل، وأبعد أهل الجهل.
ثم إن أهل السلطان عزله، وأعطاه قضاء بروسة، وولاية الأوقاف بها، فلم يزل بها ينفذ الأحكام، ويعدل بين الأخصام، إلى أن ورد عليه مرسوم مخالف للشرع الشريف، فحرقه، وعزر من هو بيده.
1 / 82