له التصانيف الكثيرة في الوعظ والطريق إلى الله تعالى، والآثار والخطب. وله النظم الرائق، يستحق أن تطوى إلى لقيه مراحل. وكان كلمة إجماع. وربما حضر السماع وتواجد، وله اعتقاد في سليمان الكلاب- يعني رجلا كان يخالط الكلاب، ولا يصلي- وله يد طولى في علوم كثيرة، ولقد كتب شيخنا كمال الدين- يعني ابن الزملكاني- في شأنه وبالغ، وأحسن ترجمته.
وقال البرزالي: كان رجلا صالحا، عالما، كثير الخير، قاصدا للنفع، كبير القدر، زاهدا في الدنيا، صابرا على مرّ العيش، عظيم السكون، ملازما للخشوع والانقطاع، قائما بعياله، وكان عارفا بالتفسير والحديث والفقه والأصلين، وغير ذلك. ورزقه الله حسن العبارة، وسرعة الجواب. وله خطب حسنة، وأشعار في الزهد، ومواعظ ومجموعات.
قال الحافظ زين الدين بن رجب في طبقات الحنابلة: صنف كثيرا في الرقائق والمواعظ. واختصر جملة من كتب الزهد، وصنف «تفسيرا للقرآن»، ولا أعلم هل أكمله أم لا. وسمع منه البرزاليّ، والذهبي، وغيرهما. وكان يسكن بأهله في أسفل المأذنة الشرقية بالجامع.
وهناك: توفي ليلة الجمعة خامس عشر محرم سنة ثلاث وسبعمائة. وصلي عليه عقب الجمعة بالجامع، وحمل على الأعناق والرءوس إلى سفح قاسيون، فدفن بتربة الشيخ [أبي (١)] عمر. وتأسف المسلمون عليه رحمه الله تعالى.
_________
(١) تكملة عن: والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب.
1 / 6