- أ - مقدّمة النّاشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه المنزل، وشرفنا بنبيه المرسل، نحمده على ما أولانا من منه، وخصنا به من جزيل نعمه. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة، ومبلغ الحكمة، وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد: فقد حظيت كتب الطبقات خلال العصور السابقة باهتمام كبير، نظرا لأهمية هذا النوع من الدراسة، والتي تلقي الأضواء على ترجمة مشاهير العلماء والباحثين والأدباء والمفسرين ووضعهم في إطار يتضمن كافة البارعين، والذين يسرّ الله لهم خدمة دينهم، وإنارة الطريق أمام مجتمعهم ... وقد صنفت كتب كثيرة، في تاريخ البلدان، وتراجم من نشأ فيها، واستوطن بها، من الصحابة والتابعين. كما صنفت الأسفار الحاوية على تراجم حفاظ الحديث ورواته، من عدول، وضعفاء، ومدلسين ووضاعين ... ونجد ذلك عند البخاري وغيره ... أما علم التفسير فهو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها القرآن الكريم، لاصلاح البشر، وإنقاذ الأمم، وإعلاء كلمة الله في الأرض. والمفسرون هم رواد هذا العلم ورجاله الذين يعوّل عليهم في تبيان الحق ونشره بين الناس. فقد كان الاهتمام بتراجم رجاله، وتصنيف طبقاته، مبثوثا في ثنايا كتب الأدب والتاريخ، وكتب الطبقات الأخرى، إلى أن قيض الله لهذا الأمر الحافظ جلال الدين السيوطي- عبد الرحمن بن أبي بكر- الإمام الحافظ، المؤرخ، الأديب، الذي بلغت مصنفاته [٦٠٠] مصنف، توجّها بكتابه

مقدمة / 3

- ب - (طبقات المفسرين) وقد بذل جهده أن يكون جامعا، يحدثنا عن المفسرين، والصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين. كما أورد فيه المفسرين المعتزلة، والشيعة ... ولكن هذا الكتاب لم يكتب له التمام ... حيث بلغ عدد التراجم فيه ١٣٦ ترجمة فقط. وهي لا تفي بحاجة العالم أو الباحث في هذا الموضوع الهام. كما صنف في هذا الموضوع أيضا العلامة أحمد بن محمد الأدنه وي، حيث ذكر في مصنفه تراجم المفسرين وبعض أخبارهم، وأسماء مؤلفاتهم- ورتبهم طبقات- كل طبقة مائة سنة، بادئا بأصحاب الرسول ﷺ إلى من كانت وفاتهم بعد المائة العاشرة ... وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية في ٦٣ ورقة برقم/ ١٨٥٩/. غير أن هذا المؤلف غير كاف أيضا ولا يفي بحاجة الباحث. وأخيرا جاء العلامة الداوديّ وهو محمد بن أحمد،- شمس الدين- الداوديّ المالكي، شيخ أهل الحديث في عصره- مصري- من تلاميذ جلال الدين السيوطي. توفي بالقاهرة سنة (٩٤٥ هـ- ١٥٣٨ م) وله كتب كثيرة منها: ذيل طبقات الشافعية للسبكي. ترجمة الحافظ السيوطي- في مجلد ضخم. الاتحاف بتمييز ما اتبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف. وبين أيدينا الآن كتابه النفيس: - طبقات المفسرين- جمع فيه بإسهاب تراجم أعلام المفسرين حتى أوائل القرن العاشر للهجرة، من كافة المصادر والمراجع التي توفرت لديه، ورتب كتابه هذا على حروف المعجم. وقد اعتمد المؤلف في هذا الكتاب على مصادر كثيرة منها: «الطبقات الكبرى» لابن السبكي. و«طبقات المالكية» لابن فرحون.

مقدمة / 4

و«طبقات الحنفية» للقرشي. و«طبقات ابن قاضي شهبة». و«طبقات الحنابلة» لأبي يعلى، ولابن رجب. و«طبقات القراء للذهبي» و«الصلة» لابن بشكوال. و«طبقات الحفاظ» للذهبي. و«طبقات الحفاظ» للإمام جلال الدين السيوطي و«معجم» الشيخ برهان الدين البقاعي ... وغيرها من كتب التراجم والطبقات. هذا وتوجد نسخة مخطوطة- بخط المؤلف- سنة ٩٤١ هـ وتحوي على [١٩٣] ورقة فيها من: «عمر» إلى آخر الكتاب، موجودة في مكتبة أسعد أفندي، ومحفوظة في معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية برقم [٣٢٥]. وطبقات المفسرين هذا منقول بالنص عن الكتب التي ورد ذكرها آنفا، والتي استعان بها المؤلف في تصنيف الكتاب. ولقد بذلنا جهدنا في تقديم هذا المصنف بشكل ييسر للقاري الكريم دراسته والانتفاع منه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين الناشر

مقدمة / 5

طبقات المفسّرين تصنيف الحافظ شمس الدّين محمّد بن علي بن أحمد الدّاودي المتوفي سنة ٩٤٥ هـ راجع النسخة وضبط أعلامها لجنة من العلماء بإشراف الناشر الجزء الأوّل دار الكتب العلمية بيروت- لبنان

1 / 2

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي حرف الألف من اسمه أبان ١ - أبان بن تغلب (١): بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام من أهل الكوفة، سمع فضيل ابن عمرو الفقيميّ، والأعمش، والحكم بن عتيبة. روى عنه: شعبة، وإدريس الأودي، وسفيان بن عيينة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، وفيه تشيع مع ثقة. صنف كتاب «معاني القرآن» لطيف، «القراءات» روى له: مسلم والأربعة. من اسمه إبراهيم ٢ - إبراهيم بن أحمد بن علي بن أسلم أبو إسحاق الجبنيانيّ البكري المالكيّ (٢). _________ (١) له ترجمة في خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي ١٢، طبقات القراء لابن الجزري ١/ ٤، الفهرست للطوسي ٥، الفهرست لابن النديم ٢٢٠، مرآة الجنان لليافعي ١/ ٢٩٣، معجم الأدباء للحموي ١/ ٣٤، معجم المصنفين ٣/ ٢٤، ميزان الاعتدال للذهبي ١/ ٥. (٢) له ترجمة في: ترتيب المدارك للقاضي عياض ٤/ ٤٩٧، الديباج المذهب لابن فرحون ٨٦.

1 / 3