ويكنى أبا العباس، مولده «بباغا» (١) مدينة بأقصى إفريقية، سنه خمس وأربعين وثلاثمائة، وقدّم إلى الأقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن، ثم عتب عليه فأقصاه، ثم رقّاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه على يد قاضيه أبي بكر بن واقد ولم يطل أمده.
وكان من أهل العلم والحفظ والذكاء، وكان في حفظه آية من آيات الله تعالى وكان بحرا من بحور العلم، وكان لا نظير له في حفظ القرآن قراءاته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه.
وله كتاب حسن في «أحكام القرآن» نحا فيه نحوا حسنا وهو على مذهب مالك رحمه الله تعالى.
وروى بمصر عن أبي الطبيب بن غلبون، وأبي بكر الأدفوي وغيرهما.
توفي في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة مع أبي عمرو (٢) الاشبيليّ في عام واحد.
٤٧ - أحمد بن علي بن أحمد بن أفلح رزقون (٣).
- بالراء المهملة (٤) والزاي المعجمة بعدها- ابن سحنون المرسيّ الفقيه المالكي المقرئ.
_________
(١) في الأصل «ببغاي» تحريف، والصواب في الصلة لابن بشكوال ١/ ٨٧.
(٢) في الصلة: «أبي عمر».
(٣) له ترجمة في: تاريخ الاسلام للذهبي، وفيات سنة ٥٤٢، الديباج المذهب لابن فرحون ٥٢، طبقات القراء لابن الجزري ١/ ٨٣، طبقات القراء للذهبي ٢/ ٤٠٨، طبقات المفسرين للسيوطي ٤.
(٤) وضبطه بتقديم الراء المهملة أيضا، ابن فرحون في: الديباج المذهب. وابن حجر، في تبصير المنتبه.
وفي طبقات القراء للذهبي، وطبقات القراء لابن الجزري «زرقون» وهو تحريف.
1 / 54