القضاة، خطيب الخطباء، شيخ الشيوخ، كبير طائفة الفقهاء الشافعية، وبقية رؤساء الزمان برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الخطيب زين الدين أبي محمد [بن (١)] قاضي القضاة [أبي (٢)] عبد الله [بن (٣)] الشيخ القدوة برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم [بن سعد الله (٤)] بن جماعة المصري المولد، الدمشقي الوفاة، قاضي قضاة مصر والشام.
ولد في منتصف ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وقدم دمشق صغيرا فنشأ عند أقاربه بالمزة وحضر على جده، وسمع على أبيه وعمه، وطلب الحديث بنفسه في حدود الأربعين، وسمع من شيوخ مصر كيحيى المصري، ويوسف الدلاصي «الشّفاء» (٥) وغيره، وأبي نعيم الأسعردي، والميدومي، وطبقتهم ورحل إلى دمشق، وسمع من زينب بنت الكمال، ولازم المزّي والذهبي فأكثر عنهما، وولى خطابة القدس عن والده. ثم أضيف إليه تدريس الصلاحية بعد وفاة الحافظ صلاح الدين العلائي، وولي نظر القدس والخليل، ثم استدعي لقضاء الديار المصرية فوليه بعفة ونزاهة وحرمة، ذكره الذهبي في المعجم المختصّ وقال فيه: الإمام الفقيه المحدث المفيد. أحد من طلب وعني بتحصيل الأجزاء، وقرأ وتميّز وهو في ازدياد من الفضائل، ولي خطابة القدس بعد والده، وسمع من جده، ويحيى المصري، وعلي بن عمر الواني، وبدمشق من ابن تمام، والمزي وقرأ عليه كثيرا، وسمع من المجد بن فضل الله، وأجاز له أبو العباس الحجّار وجماعة.
وقال في الدرر الكامنة: كان محببا إلى الناس، وإليه انتهت رئاسة العلماء في زمانه ولم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر وكثرة البذل وقيام
_________
(١) تكملة عن قضاة دمشق، وبها تستقيم الترجمة.
(٢) تكملة عن قضاة دمشق، وبها تستقيم الترجمة.
(٣) تكملة عن قضاة دمشق، وبها تستقيم الترجمة.
(٤) تكملة عن قضاة دمشق، وبها تستقيم الترجمة.
(٥) للقاضي عياض.
1 / 14