Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
وقوع أبي الحر في الأسر وقال أبو سفيان أدركت عيسى بن عمر وهو شيخ كبير يحدثنا أن مروان بن محمد بعث إلى أبي الحر إذ كان بمكة فأخذ فشد في الحديد، وأخذ رجلا من الرافضية يقال له أصفر فشد في الحديد ثم ساروا بهما نحو مروان، قال عيسى: فخرجنا في أربعة عشر رجلا من المسلمين نتبعه قال فلما مشينا أياما أرسلنا إليه أنا نأتيكم الليلة، قال: فقال: لا تفعلوا، مكة منكم قريبة والطلب سريع، فسرنا على طريق الساحل وغلامه يأتينا بخبره ويأتيه بخبرنا، فمازلنا نطلب إليه ونسأله يدعنا حتى نخلصه من أيديهم، قال: فكان يأبى ذلك علينا حتى جاوزنا المدينة بمراحل، فأرسلنا إليه أنا قد قربنا من الشام وقراها فدعنا نأتيهم الليلة، قال: فأبى، قال: فأرسلنا إليه أنا نأتيكم على كل حال، فتباطأ في وضوئك حتى لا تعجل الرحيل لنقعد مقاعدنا، قال: ففعل فتقدمنا فنزلنا عن رواحلنا وعقلناها بعيدا من الطريق، ثم جئنا أمامه إلى الطريق فجثمنا عليه فلما دنوا منا ثرنا في وجوههم بالتحكيم والسيوف في أيدينا مصلتة، فألقوا بأيديهم وقالوا الأمان، الأمان، قال فبادر رجل منا فأعطاهم الأمان، فشق ذلك على أبي الحر، قال: أما إذا فعلتم فلا تختلجوا ولا تهيبوا منهم أحدا، قال: فأسرناهم فأخرجنا بهم الطريق حتى أبعدناهم، فخلينا سبيلهم واحتملنا صاحبنا وفككنا عنه جامعته ، وفككنا عن الرافضي، ثم أقبلنا حتى دخلنا مكة ونحن مستخفون، قال: وكان ذلك في أيام الحج، قال: فخرجنا مع أبي الحر إلى منى، ولم نحرم ثم صرنا إلى عرفة ونحن غير محرمين، قال: وكنا إذ ذاك ننتظر أبا حمزة يقدم علينا، قال: ولما كان في وقت الرواح إلى الموقف إذا نحن بنواصي خيل أبي حمزة وقد اطلعت، قال: فلما راءه أبو الحر أمرنا أن نغتسل ونحرم، قال: ففعلنا، ثم خرجنا حتى دخلنا عليهم في عسكرهم، قال: وكان على الموسم إذ ذاك رجل من بني مخزوم يقال له عبد الواحد، قال: فأرسل الخطباء إلى أبي حمزة من قريش وغيرهم ومنهم عبدالله بن الحسن.
Page 56