115

Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

رأي جابر في الهرم العاجز عن الصوم وقال أبو سفيان كانت جدة أبي يقال لها أم الرحيل والرحيل أبي وبه يسمى، واسم جدي العنبر وكانت أم الرحيل قد كبرت حتى لم تطق الصيام، قال فأت بها ابناها الرحيل والعنبر إلى جابر، فقالا: يا أبا الشعثاء إن أم الرحيل قد كبرت فلا تطيق الصيام قال: وأنها لحية بعد، قالا نعم، قال: فصوما عنها قال فتنافسا في ذلك قال: وكان الرحيل أكبر من العنبر، فصام عنها الرحيل، فلما كان في العام الثاني أتياه فأعلماه أيضا بحالها، فقال ما كنت أمرتكم به في العام الأول؟ قال: أمرتنا أن نصوم عنها، قال: فأطعما عنها فأطعم عنها العنبر.

وقال جاء أبو الحر إلى أبي عبيدة ذات سنة قال يا أبا عبيده أقم للناس بعد الموسم خمسة أيام فامتنع وقال: لأ بي الحر عليك بضمام بن السائب فانه يفعل، قال: أو عنده من العلوم ما يكتفي الناس به؟ قال نعم، وأكثر من ذلك، قال: فأتاه فأقام الناس فاجتمع إليه من حضر الموسم، فجعلوا يسألونه عن أشياء كثيرة من مسائل دينهم، قال: فكان جوابه أن يقول سألت جابرا، أو سئل جابر أو سمع جابرا، أو قال جابر قال أبو سفيان وكان ضمام قد حفظ عن جابر ما لم يحفظه عنه أبو عبيدة ولا أبو نوح ولا أحد من تلاميذه وقال: بعثت هندة بنت المهلب إلى جابر جزورا في رمضان فنحرها وعالج للناس طعاما، فلما غابت الشمس أتانا بالجفان في المجلس فوضعت للناس وكان مؤذنه يقال له أبو هارون وكان فاضلا، وقال له: يا أبا هارون أرى أن تهبط فتأكل معهم ولا تعجلهم الإقامة، حتى يتفرغوا من طعامهم.

وقال: اطلع أبو الشعثاء يوما فإذا برجل من الاكارين يبكي ويصيح. فقال: مالك ويحك؟ فقال: ؟إن فتيان دربكم هذا نزعوا منى قنوي نخل جئت بهما إلى صاحب الأرض، فأخاف أن لا يصدقني قال: فبعث جابر إلى رجل من أصحابه له نخل، فأخذ قنوين فدفعهما إليه.

Page 12