114

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

حكم عطاء الجبابرة وقال: تكلمت نساء من المسلمين بعد جابر في المال الذي تجمعه الجبابرة فقلن انه حرام، قال: ثم أفشينه حتى لقين رجلا يقال له أبو الوزير، فأجابهن إلى ذلك فقال صدقتن قال وهممن أن يرفعن ذلك إلى ضمام وأبي عبيدة، قال: فلم يزل بهن حتى لقين أبا حمزة الأشعث فكلمنه في ذلك فقال لهن أبو حمزة: ومن وافقكن على ما تقلن؟ قلن: أبو الوزير، فقال أبو حمزة: أو قد بلغ من ضعف أبي الوزير ما أرى؟ قال: ثم نهاهن وأعظم ذاك عليهن فقال: أما إذ زعمتن ذلك فانكن تتقدمن على جابر بن زيد وأبي بلال واصحابه، فانهم ماتوا وهم يأخذون أعطيتهم، قال: وبلغ ذلك ضماما فاشتد في ذلك وأعظم قولهن قال: فرجعن واستغفرن الله ولم يعدن إلى ذكر شيء من ذلك .

قال: ولما مات جابر بن زيد أتى قتادة وهو إذ ذاك قد عمي وقال: أدنوني من قبره قال: فأدنوه حتى وضع يده على قبره ثم قال: اليوم مات عالم العرب، وقال: لقي جابر امرأة من أهل الدعوة فوقف ساعة يكلمها وتكلمه قال: فلما أرادا أن يفترقا قال لها إني أحبك ثم افترقا فانطلق غير بعيد، ففكر في قوله لها إنى أحبك، فانصرف إليها وقال: في الله قال: فقالت له: وما تظن أني حملت ذلك على غير الحب في الله؟ أي والله في الله.

لا نكافي الإساءة بمثلها

وقال خرجت آمنة زوج جابر إلى مكة ذات سنة، فأقام جابر تلك السنة قال: فلما رجعت سألها عن كريها"3" فذكرت منه سوء الصحبة، ولم تثن عليه بخير، قال: فخرج إليه جابر فأدخله الدار فأمر باشتراء لابله علفا، وعولج له طعام فلما تغدى خرج به إلى السوق، فاشترى له ثوبين فكساهما إياه، ودفع إليه ما كان مع آمنة من قربة وأداة وغير ذلك من آلات السفر، قال فقالت له آمنة أخبرتك بسوء الصحبة ففعلت معه ما أرى، قال: أفنكافيه بمثل فعله فنكون مثله؟ لا بل نكافيه بسوء خيرا. وبالإساءة إحسانا.

Page 11