179

============================================================

وكانت وفياته سلخ سنة سبع وتمانين وستمائة، ودفن بقبرة مدينه شبام بكسر الشين المعجمة وقيل الألف باء موحدة، وتربته هنالك من الترب المشهورة البركة المقصودة للزيارة من الأماكن البعيدة، وله ذرية وفقراء أخيار صالحون يعرفون بال أبا عباد ولا يخلو موضعهم من قائم يعرف بالخير ويشهر بالصلاح، أول قائم منهم بعد الشيخ عبدالله، ابن أخيه محمد بن عمر الآتي ذكره إن شاء الله تعالى امين.

أبو محمد عبدالله بن علي الأسدي بفتح اهمزة وسكون السين وكسر الدال المهملتين، أصله من قوم يقال لهم آل خلاد، يسكنون ناحية جازان، فخرج منهم إلى مدينة زبيد وصحب الشيخ الصياد والشيخ علي الحداد والشيخ علي بن أفلح، وكانوا يجتمعون على عبادة الله تعالى، فلما ظهر أمر الشيخ عبد القادر الجيلاني واشتهر ذكره باليمن، وصل الخبر بأنه حاج في تلك السنة خرج الشيخ عبدالله حاجا قاصدا مواجهته، فوافاه بعرفات فأخذ عنه اليد وسمع عليه شيئا من الحديث النبوي، وكان قد أخذها من ابن الحداد قبل هذا، كما سيأق ذكره إن شاء الله تعالى، ثم دخل الشيخ عبدالله بلاد الروم المسلمين وأقام بهامدة طويلة، وله هنالك زاوية وتلامذة وماثر، ثم رجع إلى اليمن واستوطن، موضعا يقال له الحدية، بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين وفتح المثناة من تحت المشددة، وكان يسافر بالقوافل إلى مكة المشرفة وعمر عمرا طويلا حتى جاوز المائة، بل يقال أنه عمر مائة وثمانين سنة، منها ستون في السياحة، ودخل في أثنائها بلاد الروم، وستون كان يحج بالناس من اليمن إلى مكة، وستون أقام فيها بموضعه، وكان منه ما كان من ظهور الكرامات وتواتر البركات، وكانت وفاته بالقرية المذكورة سنة عشرين وستمائة، وقبره بها مشهور مقصود للزيارة والتبرك، وله بها ذرية صالحون يقومون بالموضع وهم أولاد بنته واسمها جميلة على ما ذكر الفقيه حسين الأهدل في تاريخه، أولهم الشيخ عبدالله بن يوسف بن علي المعروف بالصامت، عرف بذلك لكثرة صمته، كان من كبار الصالحين وكان جده علي المذكور قد صحب الشيخ عبدالله الأسدي صحبة تامة، فزوج ابنه يوسف بابنة

Page 179