في كل بيت من بيوتات العصور الوسطى بوابة كبرى، في أسفلها باب صغير، يستشعر الداخل فيه منحنيا أنه حقير يدب إلى كبير. لعل الجريمة الكبرى عندنا هي إقفال البوابة الكبرى والباب الصغير؛ فلا يدخل صالون الأمة إلا من ضمر وهزل، فانسل من ثقب الرتاج، أو زحف من تحت الباب والعتبة.
إن القومية الاجتماعية حين فتحت البوابة الكبرى للشعب، على مصراعيها، ليدخل المواطنون رفقاء متساوين مرتفعي الجباه، ردت للمواطن ثقته بنفسه، وردت إليه بالتالي ثقته بأمته كمجتمع يوفر لكل فرد منه كرامته كإنسان.
صقيع يحرق ...!
أبناء هذه العقيدة القومية الاجتماعية، يحاربون بالسذاجة ذكاء من يريد خداعهم أو عداءهم.
حقيقة يصعب على أساطين الهمس والغمز والتطبيق فهمها.
ولا يريد أولئك الحاذقون أن يسلموا بأمر بديهي أثبته تاريخ هذه العقيدة وحاضرها، وهو أنها تغلبت وتتغلب على من يريد أن يلعب بها، أو يستعين بأبنائها ختلا ورياء.
ما هم بشطار فتيان هذا الإيمان. يتساءل المتعاظمون: «من هو فلان من قادة هذا الفكر؟ ومن هو فلان؟ ومن هو فلان؟»
ما هم بجبابرة - فلان وفلان وفلان، هم بعض السابلة على طريق الحياة يسيرون فوقها بنخوة ونظام.
لا تحتقر أمر الجندي، هو شيء لا أهمية له. صحيح، ولكنه الجيش الذي أفنى فيه هذا الجندي ذاتيته هو الشيء المهم.
هذا الجيش القوي الباسل النبيل، يجب أن لا يحتقر ولا يخاصم ولا يستفز. ولا شيء أسهل من صداقة هذا الجيش، أعني أبناء هذه العقيدة؛ إذ إنه ليس فيهم من يبغي كرسيا أو غنيمة، فودهم يكتسب ولا يشرى.
Unknown page