Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
تؤرخ هذه السيرة الكبرى التي تقع في أربعة أجزاء لسلسلة متعاقبة من الحروب القارية بين العرب والفرس، امتدت منذ مطلع القرون الجاهلية على طول آسيا الصغرى.
اتسعت رقعتها فشملت الجزيرة العربية، والشام وفلسطين، ومصر، والمغرب العربي بعامة حتى طنجة، ومداخل أوروبا الجنوبية متضمنة شبه جزيرة أيبريا التي تعارف عليها العرب بالأندلس.
ومن منطلق قنوات الاتصال الحضارية التي مدخلها التنازع والحرب بين كل من العرب الساميين، ومتاخميهم الفرس الإيرانيين الآريين؛ يمكن الجزم بأن سيرة الأمير حمزة البهلوان واقعة بكاملها تحت تأثير الخصائص، محددة السمات للتراث الفارسي المجوسي،
22
بدءا - بالطبع - من أخص هذه السمات، وهي الثنائية أو الانقسامية التي موجزها انقسام العالم والإنسان إلى خير وشر مباشرين أو مطلقين، وهو ذات انقسام العالم إلى نور وظلمة، وكذا حكايات ومأثورات وأشعار ومواويل الأصيل والخسيس.
وعلى هذا فالثنائية ومأثوراتها تتبدى بكثرة كمؤثر آري فارسي من تراثنا العربي منذ بذورها الأولى من تراثهم الأسطوري الذي جاءت به «الأيفستا» أو الشرائع، ومن رحمها تواترت إلى شهنامات الفرس، وسير ملوكهم القياصرة أو الأكاسرة.
إنه ذلك الصراع الأزلي المتصل بين إله قوى الخير المطلق أهورامزدا، وخصمه ونقيضه الشرير المتآمر أهريمن أو الشيطان.
وبالنسبة لسيرتنا عن حمزة العرب، يرد ذلك الصراع المحكم التضاد بين الخير المطلق ونقيضه السالب، موجودا ماثلا على طول سيرة الأمير حمزة البهلوان، ويتمثل في وزيري كسرى أنوشروان، الذي تسوق هذه السيرة وتؤرخ لعصره.
فالوزير الأول بزر جمهر خير محب للعرب المكيين إلى حد التحالف الكلي معهم، بينما زميله وخصمه الوزير بختك شرير متآمر معاد للعرب إلى حد المقت والمذلة والتآمر المتصل الحلقات لحمزة والعرب.
بل إن الصراع القتالي الحربي بين العرب والفرس، يتبدى من موقع المعادل الموضوعي لصراع وزيري كسرى هذين على طول أحداث ومنازعات هذه السير العربية التي تحفظ لنا سيرة بطل عربي، فيما قبل الإسلام بقرون وهو حمزة، الملقب بالبهلوان، وهو لقب ملكي فارسي.
Unknown page