24

Sirr Fasaha

سر الفصاحة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

شريفة وصفة مبالغة لما وصف بذلك. ثم يقال للإنسان الذي يورد ما تقل فائدته: هذا ليس بكلام. فقد بان بما ذكرته موضع المبالغة في قولهم: فلان متكلم. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن من البيان لسحرا ". فأما ما جاء من قوله: فصبحت والطير لم تكلم. وقوله: عجبت لها أني يكون غناؤها ... فصيحًا ولم تفغر بمنطقها فما فمجاز لا حقيقة له. كما قيل: إلى ملك أظلافه لم تشقق١ وكما أنشد سيبويه: وداهية من دواهي المنون ... ترهبها الناس لا فالها٢ فجعل للداهية فما استعارة. وكشف هذا شاعر محدث فقال٣: وسألت من لا يستجيب فكنت في استخباره ... كمجيب من لا يسأل ويكشف هذا المعنى للمتأمل أن العرب لشرف الكلام عندهم وأن القليل المفيد منه عندهم كثير أنهم يقولون: وقال فلان في كلمته. إنما يريدون القصيدة. وكشف هذا المتأخر ما أريد فقال:

١ هذا عجز بيت للشاعر عقفان بن قيس بن عاصم وتمامه هكذا: سأمنعها أو سوف أجعل أمرها – ... إلى ملك أظلافه لم تشقق ٢ هذا البيت من رواية سيبويه والبيت للخنساء ومعنى لا فالها لا مدخل إلى معاناتها والتداوي منها أي هي داهية مشكلة. ٣ البيت للبحتري.

1 / 36