180

Sirr Fasaha

سر الفصاحة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

فإنه لما قدم قلبي وجب أن يقدم وصفه بأنه في حمى قيظ فلو كان قال: طرفي وقلبي منك لم يحسن في الترتيب أن يؤخر قوله في رياض ربيع والطرف مقدم. وكذلك أيضًا قول الآخر: فاللامعات أسنة وأسرة ... والمائسات ذوابل وقدود١ لأن القدود لما كانت مؤخرة وجب أن تكون الأسرة كذلك وأن يقدم الأسنة كما قدمت الذوابل وأمثال هذا كثيرة. ومن المناسبة أيضًا: التناسب في المقدار وهذا في الشعر محفوظ بالوزن فلا يمكن اختلاف الأبيات في الطول والقصر فإن زاحف بعض الأبيات أو جعل الشعر كله مزاحفًا حتى مال إلى الانكسار وخرج من باب الشعر في الذوق كان قبيحًا ناقص الطلاوة كقصيدة عبيد بن الأبرص: أقفر من أهله ملحوب وكقوله ابن يعفر: إنا ذممنا على ما خيلت ... سع د بن زيد وعمرًا من تميم وضبة المشتري العار بنا ... وذاك عم بنا غير رحيم ونحن قوم لنا رماح ... وثروة من موال وصميم٢ فإن هذا غير مستحسن لأنه خارج عن أسلوب المنظوم والمنثور وإن

١ الذوابل: الرماح. ٢ الصميم من كل شيء خالصه ومحضه.

1 / 192