وإنما رمزت لك الأسرار المحظورة وعورت [?] لك المعانى المكتومة لئلا يقع كتابنا هذا بأيدى جور مفتسدين [?] وفراعنة متجبرين فيطلعون على ما لم يجعلهم الله أهلا لعلمه ولا ارتضاهم لفهمه، فيكون قد خترت العهد الذى أخذ على ، وفضحت سرا أظهره الله إلى، A وأنا أعهد إليك فى حفظه كما عهد إلى. فمن أذا عى سره فهو غير آمن من سوء عاقبة معجلة. والله يعصمك وإيانا برحمته.
وبعد! فانى أذكرك قبل كل شىء بما لم ازل اجعله ريحانة أنسك: من أنه لا بد لكل ملك من وردين {{مددين}} يخصه أحدهما وهو قوى نفوس: تقوى بها نفسه ولا يتم له ذلك إلا باجتماعها، فان باجتماعا يقوى الرئيس على المرءوس، وأنا أوضح العلة التى توجب اجتماعها للرئيس. والعلة فى ذلك علتان: ظاهرة وباطنة قد أوقفتك على الظاهر منها، وهو أن تسوسهم وتعينهم، وذلك مجموع فى المال مع بسياسة سيأتى ذكرها فى موضعه. والمال هو المدد الثانى لمدد النفوس فى العمل، وهو السابق فى الرتبة. وله علتان: ظاهرة وباطنة. فالعلة الظاهرة هو ما تجمعه الرعية ببسط العدل فيها. والعلة الباطنة هو سر الأولياء الفضلاء الذين ارتضاهم B الله -جل و عز - له وأودعهم علمه.
Page 4