107

وسار مسطاح بإزائه فلما وصلوا إلى الحصن وجدوا الناس جالسين في انتظارهم فقالوا اهلا وسهلا بسيد الشجعان فناداه الملك الهضام أين كنت يا مسطاح قال أيها الملك كنت عند صديق لي ولك دعوته يأكل معك الطعام ليشمله من الملك الاكرام فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين والى هول خلقته وكبر جثته وعرض مناكبه امتلأ قلبه خوفا وفزعا وقال من هذا يا مسطاح فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم تقدم إليه أمير المؤمنين فتوثب القوم وأسرع مسطاح إلى باب الحصن فأغلقه واخترط حسامه وقال الله أكبر فتح ونصر من آمن وخذل من كفر يا لئام والتفت إلى قومه وقال يا جند أظهروا سيوفكم فأظهروا سيوفهم ونادوا بأجمعهم نحن نشهد ان لا الله الا الله وأن محمدا رسول الله وما القوم بأجمعهم إلى ناحية الامام وهو مضيق على الهضام وأصحابه فناداهم الامام أيها الناس أمهلوا عليه وتفرقوا عنه وتركوه فرجع الناس عنه وسيوفهم مشهورة في أيديهم ثم إن الملك الهضام قال يا ابن أبي طالب عليك بالمهل وترك العجل فقد رفعت عندي منزلتك ولولا أنه لاح لي من امرك الحق وبان الصدق قال هو فيه شئ غير ذلك فقال الامام لا يكون شئ من امرك الحق وبان الصدق قال وهو فيه شئ غير ذلك فقال الامام لا يكون شئ ذلك فقال الامام قم بنا الان ان كنت آمنت بالله ورسوله وادع قومك إلى الاسلام وان كنت غير ذلك فإنه اعلم ثم اتى الامام إلى الهضام فقال لهم أنتم قائلون فقالوا ما نحول عن ديننا ابدا فقال الامام لمسطاح وقومه دونكم وإياهم فما استتم كلامه حتى عطفوا عليهم فقتلوهم عن آخرهم والهضام ينظر بعينه واصطكت أسنانه بعضها في بعض فالتفت إليه أمير المؤمنين وقال دونك وقومك يا هضام امض إليهم وأسرع بالجواد فقد أمهلتك وأمهلت قومك وجميع من معك إلى الصباح فان أصبح الصباح واتيت مسلما فلك الأمان ومن طلعت عليه وهو مصر على دينه فلا أمان له عندي الا السيف فتقدم الهضام إلى جواده فركبه حين أعطاه الامام الأمان وكان لا يصدق بالخلاص فصار مسطاح وقومه يشيرون للامام ان يسمح له بالخروج لما يعلمون من كفره وخديعته فتبسم ضاحكا من كلامهم فلما خرج الهضام قال مسطاح يا أمير المؤمنين لقد أطلقت من يدك أسدا عظيما وقل ان يعود وان يقع في يدك

Page 107