Sirat ʿUmar b. ʿAbd al-ʿAziz ʿala ma rawahu al-imam Malik b. Anas wa-ashabuhu

Abu Muhammad Abdullah bin Abdul-Hakam Al-Masri d. 214 AH
106

Sirat ʿUmar b. ʿAbd al-ʿAziz ʿala ma rawahu al-imam Malik b. Anas wa-ashabuhu

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

Investigator

أحمد عبيد

Publisher

عالم الكتب-بيروت

Edition Number

السادسة

Publication Year

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Publisher Location

لبنان

بَين رُكْبَتَيْهِ وَبكى بكاء شَدِيدا فَقَالَ النَّاس يبكي فَرحا بالخلافة ثمَّ رفع رَأسه وَمسح عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ ارزقني عقلا يَنْفَعنِي وَاجعَل مَا أصير إِلَيْهِ أهم مِمَّا يَزُول عني ثمَّ دخل منزله فَألْقى تِلْكَ الثِّيَاب عَنهُ وَغسل ذَلِك الطّيب ودعا الْحجام فَأخذ من شعره ثمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب بِيَدِهِ من عبد الله عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ ومطرف بن عبد الله بن الشخير سَلام عَلَيْكُمَا فَإِنِّي أَحْمد اليكما الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وأسأله أَن يُصَلِّي على مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله أما بعد فَإِنِّي أوصيكما بتقوى الله فَإِن من يَقُولهَا كثير وَمن يعْمل بهَا قَلِيل فَإِذا أتاكما كتابي فعظاني وَلَا تزكياني وَالسَّلَام جَوَاب الْحسن الْبَصْرِيّ فَكتب إِلَيْهِ الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِن الدُّنْيَا دَار مخوفة هَبَط إِلَيْهَا آدم ﵇ عُقُوبَة تهين من أكرمها وتكرم من أهانها وتفقر من جمع لَهَا لَهَا فِي كل يَوْم قَتِيل فَكُن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كالمداوي لجرحه واصبر على شدَّة الدَّوَاء لما تخَاف من طول الْبلَاء جَوَاب مطرف وَكتب إِلَيْهِ مطرف بن عبد الله بن الشخير لعبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ من مطرف بن عبد الله سَلام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَلْيَكُن استئناسك بِاللَّه وانقطاعك إِلَيْهِ فَإِن قوما أنسوا بِاللَّه وانقطعوا إِلَيْهِ فَكَانُوا بِاللَّه فِي وحدتهم أَشد استئناسا مِنْهُم بِالنَّاسِ فِي كَثْرَة عَددهمْ أماتوا من الدُّنْيَا مَا خَافُوا أَن يُمِيت قُلُوبهم وَتركُوا مِنْهَا مَا علمُوا أَن سيتركهم فَأَصْبحُوا لما سَالم النَّاس مِنْهَا أَعدَاء جعلنَا الله وَإِيَّاك مِنْهُم فَإِنَّهُم قد أَصْبحُوا بهَا قَلِيلا وَالسَّلَام

1 / 128