125

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

وقعة قراضة ولما رأى العسكر المنصور اجتماع بني شاور على قراضة قصدها الناس بأجمعهم فيهم الأميران الشريفان أحمد بن القاسم بن جعفر بن عم الإمام المهدي في عصابة من أهله والأمير أحمد بن محمد بن حاتم، ولزم السيد الشريف جبل غربي قريبا من الموقر لمنع الغارة من الحصنين ويكف العادية، فلم يلبث العسكر أن تسلقوا من الأسوار يحمل بعضهم بعضا حتى دخلوا على القوم بالسيف فأخذوهم قتلا وسلبا وأسرا ونهبا ولم يفلت إلا جماعة رموا بنفوسهم من شاهق فقتل جماعة منهم عدو الله دليح الباطني، وأخذ منها جملة من الأموال والسلاح، وكان يوما على الكافرين عسيرا، وعند ذلك اشتدت قلوب أهل البلاد وأزمعوا على المحطة والحصر للحصون وكان من الغد، وأصبح الناس على الحرب على الموقر وكان فيه قوم أعدو للحرب من شجعان أهل البلاد، فلم تزل الحرب قائمة والزحفات تتابع عليهم حتى كثر فيهم الجراحة وقتل جماعة من أهل البلاد بالحجارة، ولم يلبث السلطان أن حط في موضع يسمى الرجام مشرف على حصون المغرب وعند ذلك طلع الأمير السيد الشريف أحمد بن محمد بن حاتم إلى بين يدي الإمام إشفاقا على حصنه عزان، ووقف الشريف السيد العلامة يحيى بن القاسم فيمن بقي معه من العسكر وثبت الأمور ونظم أمر المحطة على الموقر، وعاشر الناس أحسن معاشرة، واشتد الحصار على أهل الحصن والضيق، وأحاطت بهم المراكز، ولم تزل الحرب بينهم شهور فاستشهد الشريف الأجل علي بن عبد الله بن حمزة بن الحسين الحمزي بنشابة، وقتل السلطان الأجل العماد بازل بن صعصعة بحجر وانتهى الحرب والقتال، فصح جميع من استشهد من المجاهدين قريبا من خمسة وعشرين رجلا، ولم يزل القوم في الحصر والضيق حتى سلم عمارة حصن عزان فقبضه ابن عم الإمام أحمد بن القاسم بن جعفر.

Page 128