Sinima Wa Falsafa
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Genres
ويتوير :
أجل.
أندرتون :
لكنها لم تقع، لقد التقطتها. حقيقة أنك منعت سقوط الكرة لا يغير شيئا من حقيقة كونها كانت ستسقط على الأرض.
ويتوير :
هل واجهت من قبل أي حالات إيجابية كاذبة؟ كأن ينتوي أحدهم قتل رئيسه في العمل أو زوجته لكنه لا ينفذ خطته أبدا؟ كيف يستطيع العرافون إدراك الفرق؟
أندرتون :
العرافون لا يرون ما تنتوي فعله، بل يرون ما ستفعله فقط .
إذن يرى العرافون ما «سوف» تفعله. إلا أنك لن تفعله، شيء ما سيوقفك: وحدة منع الجريمة. ذلك ليس نوعا عجيبا من المفارقة، بل هو تناقض صريح. العرافون لا يرون الأشياء التي ستحدث، بل يرون الأشياء التي «ستحدث إذا لم يوقف حدوثها شرطيو منع الجريمة». إنهم يرون نوعا من المستقبل المشروط. كيف يمكننا تفسير هذا النوع من الإدراك المسبق؟ مبدئيا يجب عدم تفسيره على هذا النحو: المعلومات القادمة من المستقبل تقفز إلى الحاضر فتغير المستقبل؛ فقد يبدو هذا التفسير لا بأس به عندما تطرحه سريعا، لكنه في حقيقة الأمر لا يحمل أي معنى تقريبا. إن إعادة كتابة المستقبل على هذا النحو لا تقل في عدم منطقيتها عن إعادة كتابة الماضي. إذا كانت المعلومات التي نحن بصددها تأتي من المستقبل ولا تحدث جريمة في المستقبل، فمن المفترض أن تعكس المعلومات ذلك. من المفترض أن يرى العرافون اعتقال شخص ما لا جريمة قتل. لكن نظرا للالتزامات السردية الأخرى لدى كاتبي سيناريو الفيلم - سكوت فرانك وجون كوهين
5 - فإنه كان لديهما مبرر قوي لتجنب الحل البديهي المتمثل في تصوير رؤى العرافين لعملية اعتقال. فمن المهم لحبكة الفيلم أن يخطئ العرافون أحيانا. هم يرون مستقبلا بعينه، لكن لدى الأفراد القدرة على تغيير المستقبل؛ ففي بعض الأحيان يكون لديهم مستقبل بديل، ويمكنهم تغيير قدرهم. وهي حقيقة يقدم لنا جون أندرتون مثالا عليها. وفي نهاية الفيلم يقدم لنا لامار بيرجس - مؤسس مبادرة منع الجريمة - مثالا أكثر حسما.
Unknown page