وثالثها: خاطر الملك، وهو الذي يثلج به قلب المؤمن ويطمئن، كما قال الصحابي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جوادا، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وإن جوده كالريح المرسلة(1).
ورابعها: خاطر الشيطان والنفس فإنه يدعو إلى الضلالة غالبا فإذا دعا إلى ذنب ودافعه العبد بالمجاهدة دعاه إلى ذنب آخر، وله لطائف في الإضلال، فيضل كل واحد (بما)(2) يليق به، والنفس (توافقه)(3)، فتمني صاحبها فتقول: الأيام والأعوام كثيرة فتعلم الآن وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك. إلى أن تأتيه ا لمنية بغتة.
كما قال بعضهم: جاءني الشيطان لما لزمت الخلوة، (ثم قال)(4): إنك رجل عالم وعلمك بالانقطاع عن الناس يذهب. فدافعته، فجاءني من طريق فقال: إنك رجل عالم فلو جمعت كتابا فسميته (حيل المريد على المريد) كان ذخرا لك في الدنيا والآخرة، فهممت بذلك، فنبهني عليه الشيخ، وقال: هذا الشيطان يريد أن يشوش عليك الخلوة فاحذره.
الثامن: ربط القلب بالشيخ لأنه رفيق في الطريق، ودليل من التعويق، كما قال تعالى : {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}[التوبة:119].
Page 285