ويدخل فيه التفويض، والتوكل، والانقطاع، والرضا بقضاء الله المبرور من الفقر، والمرض، والحزن، والخوف، والقبض، والبسط، والأنس، والهيبة، والمعرفة، والمحبة، والمحو، (والإثبات)(1)، والبعد، والطرد، والقرب، والتقريب، فإذا كان كذلك ظهرت شمس القلب وشمس الإيقان، وشمس الروح الروحاني، وحينئذ تهرب عساكر الشك والريب وتنزل الملائكة حول القلب، وحينئذ يكل اللسان عن وصف الله وعظمته (وجلاله)(2)، ويقرأ حينئذ:{ وما قدروا الله حق قدره}[الأنعام 91، الحج74:، الزمر:67].
السابع: نفي الخواطر الرديئة، كما قال تعالى:{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} [الأنعام:121] وكما قال: {ثم لاتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم}[الأعراف:17] الآية.
وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس أحد إلا ومعه ملك وشيطان فلمة الملك إيعاد بالخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر))(3). لقوله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا}[البقرة:268].
فحينئذ الخواطر أربعة:
أولها: خاطر الحق سبحانه وتعالى، وهو يقع في القلب من غير سبب، بل يبقى القلب به مطمئنا، ونوع يأتي وهو الإلهام، كما قال تعالى: {ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها}[سورة الشمس:7، 8]. والشيطان لا يحدث في القلب إلا الوسوسة، نعوذ بالله منه.
وثانيها: خاطر القلب، كما قال تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} [المؤمنون:60] أي: مطمئنة منطلقة من الشك والريب.
Page 284