وأما كتاب السيد (الذي كتبه) (1) إلي فهو بسيط، حسن (موقفا) (2)، يدل على غزارة علمه منه، أن قال: من الأخ الفقير المعترف بالتقصير محمد بن علي الحسيني التجببي البخاري إلى سيد شريف يحيى بن المهدى الحسينى- ألهمك الله ذكره، وأوزعك شكره، ورضاك بقدره، واعلم يا سيدي، أنه ورد في الأخبار:[ يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على [ما] مات عليه ]. نسأل الله التوفيق والموت على الإسلام لنا ولأحبابنا وحسن الخاتمة، ومنه: الحمد لله الذي أشرق نوره في قلوب أوليائه، فاستنارت به سماوات أرواحهم وأرض نفوسهم وأشباحهم، " الله نور السماوات والأرض ومن فيهن "، ألسنتهم بذكره لهجة، وقلوبهم بنوره بهجة، إن نطقوا فعنه، وإن استمعوا فمنه، فكم من منشور لواء ولاية يخفق عليهم، وراية خلافة قد خرج إليهم، أدخلهم إليه مدخل صدق بالغثاء عما سواه، وأظهرهم للخليقة مخرج صدق تامين بنوره وسناه، فهم برازخ للأنوار، ومعادن الأسرار، وصلهم لما قطعهم، وجمعهم لما فرقهم، وغيبهم عنهم، فلو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لوسعهم.
Page 245