وترى ما هذا الشبه بين المرأة وبين السماء؟ أكانت المرأة في أصل الخلقة مادة سماء بدأت تتخلق في الغيب، فحبسها الله في ضلع الرجل عقابا لها، ثم عاقبها الثانية فأخرجها للرجل تنظر إليه، كما ينظر السجين إلى سجنه ... ويكون الله سبحانه قد عاقبها مرتين؛ لتتعلم هي بطبعها كيف تتجنى على الرجل، وتعاقبه مرارا لا تعد؟
أيمكن أن يكون هذا الجمال الفتان في المرأة الجميلة خلاصة سماء من السماوات خلقت عينين وخدين وشفتين؛ تضحك أحيان بالنور، وتلتهب أحيانا بالبرق، وتنفجر أحيانا بالرعد؟
لقد عرفنا أن في السماء جنة ونارا، وأقسم لو صغرت الجنة، وجعلت أرضية تلائم حياة رجل من الناس، ثم عجلت له هذه الحياة الدنيا؛ لما كانت بمتاعها ولذاتها، وفنون الجمال فيها إلا المرأة التي يحبها ! ... أما الجحيم فلا أراني في حاجة إلى برهان على أنها صغرت وتجزأت، واندفقت على الأرض شعلا في أسماء من أسماء النساء!
لذلك أراني لا أستطيع أن أفهم المرأة الجميلة، بل لا أدري كيف أفهمها؛ فمن حيثما نظرت إليها لا أراها تبتدئ إلا من فوق العقل، فأنظر إليها ساكتا على أنها هي لا تنظر في إلا متكلمة. •••
يا ملون السماء، والوجوه الجميلة؛ يا مصور الروعة والحب، يا مبدع هذه المعاني الظاهرة إبداعا، جعلها لدقتها كأنها لم تظهر ... يا موجد القلب كما هو لتملأه السماء إيمانا، والجمال حبا، والمعاني فكرا منهما معا ...
ويا خالق الإنسانية العالية في الإنسان الكامل من إيمانه، وحبه، وفكره ... ... نعرف هذه السماء بما وسعت للإيمان، وهذه الطبيعة بما رحبت للفكر؛ فهل المرأة وحدها هي التي للحب؟
تباركت إذ جعلت ما وراء الطبيعة فوق الفكر مهما سما، وجعلت الطبيعة حول الفكر مهما اتسع، وأنزلت المرأة بين المنزلتين مهما كانت!
إن من النساء ما يفهم ثم يعلو في معانيه الجميلة إلى أن يمتنع، ومن النساء ما يفهم ثم يسفل في معانيه الخسيسة إلى أن يبتذل!
إن من المرأة ما يحب إلى أن يلتحق بالإيمان، ومن المرأة ما يكره إلى أن يلتحق بالكفر! •••
من المرأة حلو لذيذ يؤكل منه بلا شبع، ومن المرأة مر كريه يشبع منه بلا أكل!
Unknown page