مقدمة المؤلف والاسباب الباعثة على تاليفه اببسم الله الرحمن الرحيم ال الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليا اقال الشيخ الفقيه الرييس الأوحد ، نسيج وحده وفريد فضله وجده ، أبو زيد بد الرحمن بن حمد ين خلدون نفعه الله ونفع به(1) : الحمد لله الذي جعل الإلهام لحمده نعمة من عنده ، والصلاة التامة(11 على سيدن ولانا محمد رسوله الكريم وعبده ، والرضا عن آله وصحبه من بعده .
اما بعد : فقد وقفتي بعض الإخوان - أبقاهم الله - على تقييد() وصل من عدوة الألندلس وطن الرباط والجهاد ، ومأوى الصالحين والزهاد ، والفقهاء والعباد ، يخاطب 11 في د: " قال الشيخ الرئيس الققيه الجليل ، المدرس المحقيق ، للشارك التفتن ، العالم العلم الصدر ألحد ، قطب العلوم الدينية ، ورافع راياتها ، وفاتح مغلقات المسائل العقلية ، والسابق إلى غاياتها أبو زيد عبد الرحمن بن الشيخ الفقيه المحقق ، المشارك ، المبرور ، المقدس ، للرحوم أي بكر محمد بن لدون الحضرمي رحمه الله.
(2) في د: " والصلاة والسلام*.
(2) هذا التقييد هو سؤال عن مناظرة جرت بين صوفية الأندلس ، مما دعا الإمام أيا إسحاق إبراهيم الشاطي الكتابة من غرنأطة إلى علماء فياس يستفتيهم ، وقد أشار إلى هذا التقييد ابن عباد في الرسائل الصفرى ، في الرسالة الساسسة عشرة ص 106 بقوله : * فقد بلغني كتابكم ، وتمرفت منه مأطلمتم اد تصفحت كل واحسد من الكتابين اللذين بثتم بها إلى سيدي أي العباس القباب ، وعلمت نهما ...6 ، وكسنليك ماأشار إليه الونشريسي في المعيار المعرب 294/12 بعسارة مشايهة عن ان عياد ، وكذلك في الجزء 11، صفحة 117 ، عن أبي المياس القبأب بقوله : " فقد وصلي مكتوبكم اتنا ماجرى عندكم من للناظرة في شان سلوك طرق الصوفية من غير شيخ وما احتج به الفريقان من ذلك*.
(4) الغدوة : بالضم ، المكان المتباعد (القاموس عدو)
Unknown page
ال قدمة المؤلف والأسباب الباعثة على تأليفه الض الأعلام من أهل مدينة فاس () ، حيث الملك يزأر، وبحار العلم والدين تزخر و واب الله يعد لأنصار دينه وخلافته ويذخر ، طالبا كشف الغطاء في طريق الصوفية أاهل التحقق في التوحيد الذوقي والمعرفة الوجدانية ، هل يصح سلوكه والوصول به إلى العرقة الذوقية ، ورفع الحجاب عن العالم الروحاني تعلما من الكتب الموضوعة لأهله وال اواقتداء بأقوالهم الشارحة لكيفيته ، فيكفي في ذلك مشافهة الرسوم ومطالعة العلوم اوالاعتماد على كتب الهداية الوافية بشروط التهاية والبداية ك ( الإحياء) 1) التقييد ورد من أي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الفرنلطي الشهير بالشاطي ، الأصولي الحافظ كان من أثمة المالكية ، له مؤلفات عدة من أشهرها : الموافقات ، والاعتصام ، والإفادات ، توفي اسسة 740 ه/1488م ( الأعلام 75/1).
وتوجه به إلى أي عسد الله محمد بن إيرأهيم ، ابن عباد الرندي ، متصوف كبير من أهل ( رتدة) االاتدلس ، تخقل بين فاس وتلسسان ومراكش وغيرها ، واستقر خطيبا للقرويين بفاس ، وتوفي يها 792 ه، له مؤلفات أشهرها : الرسائل الكبرى، الرسائل الصفرى ، شرح الحكم (الاعلام 299/5) .
وتوجه به أيصا إلى أبي المياس أحد بن القاسم ين عبد الرحمن الجنامي الفاسي ، الشهير باين الاب ، الففيه المالكي القاضي ، ولسد بفاس سنة724 ه ، وتولى القصاء والفتوى بفاس ، ثم اعزل كف على التدريس وتولى الخطابة في الجامع الأعظم بفاس ، وتوفي إثر ذليك سنة 778 ه ، له اؤلفسات عنة أشهرها : شرح قسواعد عيساض ، أختصسار أحكام النظر، وفتساوى كثيرة (الأعلام 197/1).
2) إحياء علوم الدين للإمام الغزالي : يشتل على أربعية أقسام : ربع المبادات ، وربع العادات ، وريع الكات ، وربع المنجيات ، قال عنه الإمام العراقي في تخريجه : إنه من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام ، جمع فيه بين ظواهر الأحكام ، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفصلم ، لم يقتصر فيه على رد الفروع والمسائل ، ولم يتبحر في اللجة بحيث يتعذر الرجوع إلى الساحل ، بل مزج فيه بين علمي الطاهر والباطن .. (تعريف الإحياء بفضائل الإحياء لعبد القادر العيدروس ص5) .
االاسام الغزالي هو حمد بن سمد بن عمد الضزالي الطوسي ، ولد سنة 450 ه بطوس ، ورحل الى اابور ويغداد والحجاز والشام ومصر، ودرس بالنظامية ، ورحل إلى دمشق ، وسكن في الزاوية التي است إليه بالجامع الأسوي المعروفة بالغزالية ، وعاد إلى بلسدشه ، وتوفي فيها سنة 505 ه ، وألف اللفات الكثيرة منها : إحياء علوم الدين ، تهافت الفلاسفة ، النقذ من الضلال ، المستصفى في علم الالصول ، وغيرها (الأعلام 22/7) .
Unknown page
قمة المؤلف والأسباب الياعثة على تأليفه او(الرعاية)()4 أم لابد من شيخ يبين دلائله ، ويحذر غوائله ، ويميزللمريد عند اتباه الواردات والأحوال مسائله ، فيتنزل منزلة الطبيب للمرضى ، والإمام العدل الالمة الفوضى.
وو قل مناظرة مريدين جرت في ذلك ردا وقبولا ، وحشرت معقولا ومنقولا: امابين مسوغ لهذا السلوك من غيرشيخ يقتدي المريد به ، ولا إمام يأتم بآدبه ، وبين شترط شيخا يرؤض السالك ، ويحذره ماشاهد في طريقه إلى الله من المهالك ل و يؤيد قواه على احتمال المطلع() ، وتمييز السنن في الأحوال الواردة من البدع ، حتى اقق إلهيا محيور(0) الوقت ، محفوظا من المزلات التي تؤدي إلى البعسد من ال ها والمقت 1) الرعاية لحقوق الله عز وجل للإمام المحاسي : يمد كتاب الرعاية لهم كتب المحاسي في نظر القدما أحدثين ، حتى لقد عرف يه ، وهو بألنسية له كاحياء علوم الدين بالنسية للمغزالي ، وقد حأول الحاسي أن يشرح فيه الطريق الذي يحقق الرعاية لمحقوق الله تعالى التي يعبرعنها بللتقوى.
إمام المحاسبي : هو الحارث بن أسد المحاسبي ، أبو عبد الله ، من أكابر الصوفية ، كان عالما بالأصول االعاملات ، واعظا مبكيا ، وله تصانيف في الزهد ، والرد على الممتزلة وغيرهم ، وليد ونشا باليصرة ، مات ببفداد سنة 244 ه ، وله مؤلفات كثيرة منها : آداب النفوس ، مماتبة النفس ، التوهم ، رسالة السترشدين ، الرعاية . ومن كلامه : خيار هذه الأمة الذين لاتشغلهم آخرتهم عن دنياهم ، ولا دنياهم أشرتهم ، وصصقه القشيري بقوله : عديم النظرفي زمانه ، علما وورعا ومعاملة وحالا ، وقال عت النزالي : المحاسبي خيرالأمة في علم المعاملة ، وله السبق على جميع انباحثين عن عيوب النفس وأفات ألعال. ( انظر الرسالة 78/1، الأعلام 153/2، ومقدمة الرعاية) .
(2) العطلع : للمفعول : المأتى ، وموضع الاطلاع من إشراف إلى اتحدار ، وقول عمر رضي الله تعالى عنه : الوان لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع : تشبيه لما يشرف عليه من أمر الأغرة بذلك القاموس : طلع) .
قال القاشاني : وهو مقام شهود الحق في كل شيء متجليا بصفاته التي ذلك الشيء مظهرها لكن لما ورد افي الحديث البفوي : مسامن آيسة إلا ولها ظهر وبطن ولكل حرف حد ، ولكل حد مطلع ، حضر لك. (اصطلاحات الصوفية للقاشاني ص86) .
2) محيور الوقت : أي لالسرور في وقته ، المتنعم . (القاموس : حبر)
Unknown page
قدمة المؤلف والأسياب الياعثة على تأليفه فطال في تلك المناظرة الجدال ، وجلب للاحتجاج العلماء والأبدال ، وذهبت الفة(1) بينهما والاعتدال ، والحق وإن فقدوه فقريب مما اعتقدوه .
ال ذهبت إلى كشف القناع عن محل التزاع ، وإيضاح الحق في الوصول بهذا الطريق او الانقطاع ، وهل يستغني المريد فيها بالكتب والأوضاع ، أو لابد من الإمام المتبوع والشيخ المطساع ، المتعين له على المريد حسن الاقتداء والاتباع ، والعمل والاستماع وواعتدت على الله ولي العون والحفظ والصون ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
اوالكلام في هذه المسألية يستدعي تحقيق طريق الصوفية وتمييزها من بين سائر الطرق ، وكيف استقرت عند الصدر الأول منهم في نوع من العبادة والمجاهدة وواختصت بهذا الاسم ، ثم صاروا إلى مجاهدات أخرى ، وغلب اسم التصوف عليها وهو الهور عتد الكافة ، وكيف استعمله بعض المتآخرين في نتائج المجاهدات فقيط ، والر اعليهم في ذلك . فببيان هذه الاصطلاحات يتضح الكثير من هذا الغرض ، والله الهادي الى الصواب.
(1) التصف والنصفة : محركتين : المدل . ( القاموس : نصف) .
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه الكلام في تحقيق طريق الصوفية(1) وتميزه على الجملة المن بين طرق الشريعة ومدلول هذا اللفطل(2) ند /2/ من سلف منهم في الأم اعلم - نور الله قلوبنا بالهداية - أن الله سبحانه فرض على القلوب عملا من الالعتقادات ، وعلى الجوارح الظاهرة عملا من الطاعات ، فجميع التكاليف الشرعية الي تعبد بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى نوعين : الكام تتعلق بالأعمال الظاهرة ، وهي أحكام العبادات والعادات والمتناولات .
ووأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة ، وهي الإيمان وما يتصرف في القلب ، ويتلون به امن الصفات ، إما المحمودة : كالعفة والعدل والشجاصة والكرم والحياء والصبر. وإما المومة : كالعجب والكبر(1) والرياء والحسد والحقد . وهيذا التوع أهم من الأول عند الشارع ، وإن كان الكل مهما ، لأن الباطن سلطان الظاهر المستولي عليه ، وأعمال الاطن ميدا في الأعمال الظاهرة(6) ، وأعمال الظاهر آثارعنها ، فإن كان الأصل صالحا كانت الآتار صالحة ، وإن كان فاسدأ كانت فاسدة . قال : " إن في الجسد يضعة إذا صلحت صلح الجسد ، وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلي"(5) 1) في د:" المتصوفة*.
(2) في د : " اللقب".
(2) كلمة * والكبر* ليست في د.
(4) في د: " مبدأ لأعمال الظاهر*.
45 الحديث عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله يقول - وأهوى النعمان بأصبعيه إلى أذتيه -:
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز وبيان ذلك أن الله سبحانه خلق في القلب غرائز وقوى ، وكل واحد منهأ يطلب اقتض طيعه الدي خلق له ، وجعل كماله وغايته في تحصيله .
الفريزة الغضب تطلب التشفي والانتقام ، وفيه كمالها ولذتها .
وو غريزة الشهوة تطلب اللذة بالمأكول والمنكوح ، وبالجملة تحصيل الملائم وكذلك غريزة العقل الذي(1) تطلب تحصيل العلم والمعرفة .
اولا ركب الله فيه من محية الكمال لا يزال يتحرك بكل متحرك فيه إلى تحصيل االه ، والفكر خادمه في جميع ذلك ، يركبة ويحلل ، وتجمع ويفصل ، فيتصور عداوة اخص ما ، ويحرك الجوارح للانتقام منه ، ويتصور جمال شخص وتال صورته فيحرك الجوارح للالتذاذ به ، ويتصور غذاء ملائما وقد وجد الجوع ، فيحرك الجوارح لتحصيل اذ لك الغذاء ، ويتصور كملا في شخص فيود انتزاعه واتفراده به ، ويغتم لذلك ، ويؤسفه أخر فيتصور الانتقام منه ، ويتوهم الكمال في نفسسه فيعجب بذاته ويزدري غيره لتوهم الصوره بالنسبة إليه ، وتطلب غريزة العقل أيضا مقتضى طيعها ، وهو المعرفة والعلم الفحرك الفكر إلى تحصيله ، وتشتاق إلى الكمال الأعلى بمعرفة خالقهسا ، إذ لاترى اوجودأ أكمل منه ، فلا تزال تطلع إلى جانبه بتصورات وأفكار تتعاقب عليها تلحم في لك وتسدي(1) ، وتعيد وتبدي ، وحركاتها في جميع هذه الأمور متواترة مترادفة لاتفتر " إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينها أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الساس ، فن اتقى البهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى الوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محسارسه ، ألا وإن في المجسد مضغة صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب * . أخرجه البخاري في اه 117/1 ، وملم رقم 1599 ، وأنظر جامع الأصول 567/10.
(1) في ط : " التي فيه * .
(2) النحمة : ماسلي به بين سدى الثوب ، أي الخيوط المعرضية، (القأموس : لحم) والدى : من الثوب مامد منه ، أي الخطوط الطولية، (القاموس : سني) 1140616148038-61 مممه50
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز اطرفة عين ، ولا يلحقها من الكسل والملل: ما يلحق الجوارح والأعضاء ، وهي منتقلة اأا أسرع من إيماض البرق ، وحركة الذبال(1) بالريح . ولذلك كان يكثر في اائه : " يسامقلب القلسوب"(11 . ويقسم في آكثر آمره بقولسه : " لا ، ومقلب الوب"0) . وقال : " قلب المؤمن بين أصبعين من أصايع الرحمن "10، ثم ليس اكلك ما يظن القلب من هذه الغرائز أنه كمال له ولذة فهو كمال له ولذة باعتبار الأجل وحياته الدائمة التي أخبر الشارع بحال سعادته فيها أو شقاوته ، فإنه إنما أراد(3) اللسذة في اه ذه الغرائز باعتبار عاجله وحاضره ، وبقي ما يحصل في القلب من آثار هذه الأفعال اوما يتلون به من الهيئات التي تكون له في الآجل خيرا ونعيا ، أو شرا وعذابا ، حتى في اريزة العقل بما يحصل فيها من العقائد والتصورات في جانب خالقها ، فمنها ماهو ض إلى السعادة ، ومنها ما يفضي إلى الشقاء ، ولا طريق إلى معرفة مأفيه السعادة .
ااعتبار الآجل من الأعمال الباطتية كلها بل والظاهرة إلا الشرع ، فبين صلوات لله (9) في د : * والملال* (2) الذبال جمع ذيلة : الفتيلة (القاموس : ذبل) .
(2) الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله يكثر أن يقول : " يامقلب القلوب ثبت قلي على دينان ، فقلت : يارسول الله ، قد آمنا بك وبما جنت به ، فهل تخاف علينسا القال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء*، ( رواه الترمذي : وقال : حديث حسن صحيح ، وانظر جامع الأصول : 527، 405/5) .
(4) الحديث عن عبد الله بن همرو رضي الله عنهما قال : " أكثر ماكان رسول الله يحلف : لا ومقلب القلوب" (روأه البخاري : 57/11، والإمام مالك في الموطا : 480/2 ، وأيو داود رقم 2292،.
والرمذي رقم 1540 ، والنسائي : 3،27 ، وانظر جسامع الأصول : 150/11، وانظر الإحيساء: (20 (5) في صحيح ملم عن عبد الله بن عمرو بن الماس قال : سمعت رسول الله يقول :5 إن قلوب بني ام بين أصبعين من أصايع الرحمن كعلب وأحد ، يقلبه كيف شاء* ( رواه ملم 2654 ، وأنظر جامع الأصول : 52/7) .
(2) في د : "أدرك*.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتمي
اعليه وسلامه /3/ المحمود منها من() المذموم ، وميز الخييث من الطيب ، ونيه أن شأن الأعمال الياطتة أهم ، لأن الباطن أصل الاستقامة ومنبع الصلاح والفساد لجميع الأعمال مر في الحديث قيل . وبره أن المطلوب من استقامة الجوارح إنما هو حصول آثار الاستقامة في النفس عودا بعد بذه ، ثم يتضاعف في التكرار حتى تتمكن منها الهداية و صدر عنها الاستقامية في جميع أعمالها من غير تكلف . قال : " إن الله لا ينظر وال صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلويكم"(2)، ومن هنا كان الإيمان رأس الأعمال وأرفع مراتب السعادة ، لأنه أرفع الأعمال الباطنة كلها فكيف الظاهرة .
ام ان الصحابة رضوان الله عليهم لما شرح الله صدورهم للإسلام ، وقبلوا من الداية(2) ما كانوا فيه على بينة من رئهم ، صرفوا الاهتمام إلى أعمال الباطن أكثر من اعال الظاهر ، فكانوا يراعون أنفاسهم ، ويراقبون خطراتهم ، ويخشرون غوائل لقلوبهم ، وفي هذا كانت أكثر مفاوضتهم ، وفزع بعضهم إلى بعض ، ومن فلتاتها معظم ارزهم ، واعتبر ذلك في مثل سؤال عمر بن الخطاب حذيفة رضي الله عنهما ، وقد ذكر اح ذيفة المنافقين وأشار إلى ماسمع من رسول الله في شأنهم ، فقال عمر : نشدتك الل الذي ياذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلم أن رسول الله سماني فيهم ؟ قال : الا، ولست أبرى بعدك أحدا(4) . فانظر إلى حذر عمر رضي الله عنه من هيذا النفاق (1) في د : * المحمود من".
2) في د: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " . ولفظ الحديث الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ( رواه البخاري : 171/9 ، ومسلم 2562، وأنظر جأمع الأصول : 525/6) .
(3) في د : " وقبلوا من تور الهداية" .
(4) حديفة بن اليان هو : أبو عبد الله سذيفة بن حسل بن جابر المبي ، وإليمان لقب حسل ، من الصحابة الأجلاء ، ومن الولاة الشجسان الفاتحين ، كان صاحب سر النبي ، وكان همر إذا مات اته يسأل عن حنيفة فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإلا لم يصل عليه ، وولاه عمر على الداثن بفأرس ، فأقام فيها ولصلحها وهاجم نهاوند سنة 22 ، وغزا دينور ، وهمذأن والري ، توفي في الدائن قريا من بفداد سنة 26 ه. ( الإمسابة : 217/1، حلية الأولياء : 270/1، الأعلام:
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه أمل ما هو كيف تجده(1) !كثيرا ] ما يحذر من خفيات الأعمال الباطنة المذمومة الججنبة ، ويعرفك ذلك أن شأنها مهم وخطرهأ في الدين عظيم ، إذ لوكان مراد عمر ووحذيفة بهذا النفاق ومدلوله المشهور ، وهو إظهار الإسلام وإضمار الكفر ، كما كأن في فقي المدينة وغيرهم ، لما حذر عمر من ذلك وفزع فيه إلى علم حذيفة إذ هو يعلم من افسه أنه مبرأ منه ، وكيف يخفى هذا على عمر ، وكل أحد يعلم من نفسه ماأكن وما أبدى ، فالذي حذره عمر صنف آخر من التفأق ، وهو ما يكون من(2) أعمال ابالطن من خفايا المهلكات تقع فلتة ولا يعلمها الإنسان من نفسه ، ويعلمها التبي االطلاعه على القلوب ، ومعايتته لأعمالها وأسرارها بما خصه الله به من ذلك ، وساغ الطلاق اسم التفاق على هذا الصنف من الأعمال لما فيه من مخالفة مضر الباطن لظاهر العوى : لأن دعوى المؤمن الاستقامة وهي ظاهر حاله ، وما يقع من خقيات الفلتات الباطنة القادحة في الاستقامة ، وإن لم تقع باختياره ، فهي مضرة في القلب ، فأشبه الفاق من وجه مخالفة باطنه لظاهره ، فتجوز باسمه إليه ، وإن كان يفارق النقاق الشهور بأن هذا الخفي من العمل المذموم لم يتفطن له المكلف إلا أنه مأمور ببذل الجهد في مراعاة أحوال الباطن وحمله على الاستقامة ، ليستقيم به الظاهر وينجذب بالكلية الى الهداية والسعادة ، فإن مسته غفلة أو ترأخ في هذا الواجب المتعين كان منافقا اهذا كما أطلق اسم الشرك على الرياء لما فيه من التشريك في الوجهة بالعبادة ، فان المأي بعبادته لم تخلص إلى الله وجهته ، بل هو متوجه في ذلك إلى المراءى له ، فصار المشرك العابد اثنين ، فساغ إطلاق اسم الشرك عليه ، كما ورد في قوله : "الريا الشرك الأصغر"(2).
وقال في الإصابة : ولي الإصابة : عن حذيفة فها يرويه مسلم : لقد حدثني رسول الله ما كان اوما يكون حتى تقوم الساعة ، وفي الصحبحين : أن أيا الدرداء قال لعلقسة : أليس فيكم صاحب السر الي لا يعله غيره يعني حذيفة (الإصابة : 232/1).
(1) في د : " وتأمل مأهو تجده*.
(2) في د: " في أعمال*.
27) الحديث ورد بنفظ مقارب عن عمود بن لبيك آن رسول الله قال : " إن أخوف ماأخباف عليكم
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتيزه وهذه كلها أدلة واضحة على أن شأن الباطن أعظم وعلاجه أهم اولات في ذلك بمزيد بيان ، وذلك أن الأعمال الظاهرة كلها في زمام الاختيار ل احت طوع القدرة البشرية ، وأعمال الياطن في الأكثر خسارجسة عن الاختيار ال تعاصية على الحكم البشري ، إذ لا سلطان له على الباطن ، بل ترجع الأعمال الظاهرة اليه لأنها تحت سلطانه وتحت(1) إشارته ، وفي زمام اختياره /4/ ولهذا كانت النية التي الي مبدأ الأعمال أصلا في العبادات عنيد الشرع وروحا لها ، حتى إن العمل إذا خلا اع نها بطل ولا يعتد به المكلف في الامتتال . قال الله : " إنما الأعمال بالنيات وإنمسا الكل امري مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"(2) ام لما درج الصحابة رضوان الله عليهم ، وجاء العصر التالي لعصرهم تلقى أهله اهدى الصحابة مباشرة وتلقينا وتعليا ، وقيل لهم : التابعون ، ثم قيل لأهل العصر الذين بعدهم أتباع التابعين ام اختلف التاس وتبساينت المراتب ، وفشسا الميل عن الجسادة ، والخروج عن الاستقامة ، ونسي الناس أعمال القلوب وأغقلوها ، وأقبل الجم الغفير على صلاح الأعمال الدنية ، والعناية بالمراسم الديتية من غير التفات إلى الباطن ولا اهتمام(1) بصلاحسه الشرك الأصغر ، قالوا : وما الشرك الأصغر يسا رسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله عز وجل إذا ااي الناس بأعالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم قراؤون في الدنيا فيانظروا هل تجدون عندهم جزا؟
رواه الإمام أحمد في للسند : 428/5 ، والبيهقي في الشعب : 4831 ، وقال العراقي : ورجاله ثقات ااظ المترقيب والترهيي: 82/1) .
(1) في د: * وطوع إشارته*.
12 حديت : " إنا الأحمال بالنيات" رواه عمر بن اخطاب رضي الله عته ، وأخبجه البخارتي : 506/11 مسلم رقم 1628 ، ولبو داود رقم 3207 ، والترمذي رقم 1546 ، والنسسائي : 217، ( واتظر جسامع الأصول : 555/11).
2) في د : " والاهتام بصلاحه*.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز ه شغل الفقهاء بما تعم به اليلوى من أحكام المعاملات والعبادات الظاهرة حسبما طالبهم دلك منصب الفتيا وهداية الجمهور . فأختص أرباب القلوب باسم الزهساد والعبا واوطلاب الآخرة ، منقطعين إلى الله ، قابضين على أديانهم (كالقابض على الجمر) حسبما ورد(1) ثم طرقت آفة البدع في المعتقدات ، وتداعى العبادة والزهد : معتزلي ورافضي اخارجي ، لا ينفعه إصلاح أعماله الظاهرة ولا الباطنة مع فساد المعتقد الذي هو رأس الأمر ، فانفرد خواص السنة المحافظون على أعمال القلوب ، المقتدون بالسلف الصالح في أعالهم الباطنة والظاهرة وسموا(2) بالمتصوفة"(2) .
(4) اقال الأستاذ أبو القاسم القشيري(4) : (1) يشير إلى الحديث الشريف : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" يسأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه ، كالقابض على الجمر* ، روله الترسدي رقم 2261 في الفتن . قسال الشيخ عيد القادر أرناؤوط : وله شواهد يرتقي يها (انظر جامع الأصول: 4/10) .
(2) في د : * وسموا بالصوفية*.
2) النص في الرسالة للقشيري : 52/1 - 53 على النحو التالي : "ثم ظهرت البدع وحصل التداعي بين الرق ، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهادا ، فأنفرد خواص أهل السنة ، المراعون أنفاسهم مع الله تعالى الحافظون قلويهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف*.
(44 يعتد ابن خلدون كتاب الرسالة القشيرية كثيرأ وينقل عددأ من النصوص يتشهد بها ، وكثيرا يتصرف في هذه المنصوص والرسالة القشيرية كتبها الإمام القشيري سنة 437 ه إلى جماعة الصوفية بهلدان الإسلام ، كتبها ايحا لأوضاح كثيرة انحرفت ، وبيانا لما يشبغي أن يكبون عليه المريد الصادق ، مبئنا فيها اانبين : الجانب الأول : سيرة رجال التصوف وبعض أقوالهم ، وذكر في هذا الجانب كثيرا من أعلام الصوفية كنانخ يسير للريد على طريقهم ، أما الجانب الثاني : فهو مبادق السلوك ومنساهجه . ولقيد اات هذه الرسالة ومأ تزال النبع الصافي الذي يستقي منه كل دارس للتصوف ، وكل سالك فيه اما مؤلفها فهو الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوانن القشيري النيسابوري الشسافمي ، ولسد اة 276 ه، وطلب العلم مبكرا ، وساقر إلى نيسابور طلبا للعلم فاجتع بابي علي الدقاق وحضر روسه ، وقريه إليه ، فانتفع به ، وأصبح في زمرة أخصائه ، وزوجه أبنته حيسا له ، وانتهى الأمر
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز ه " اشتهر هذا الاسم قريب المثتين من الهجرة "(1 ، ثم تتابعوا جيلا بعد جيل اأمة يعد أمة ، هتدى الخلف منهم يالسلف ، ويؤدي مالقن عن شيوخه لمن وفقه الل ه امن أتباعه ، وصار فقه الشريعة على نوعين : أول : فقه الظاهر، وهو معرفة الأحكام المتعلقة بأفعال الجوارح فيا يخص المكلفين في أنفسهم ، أو يعمهم من عبادات وعادات وغيرها من الأفمال الظاهرة ، وهذا الهو المسمى بالفقه في المشهور، وحامله الققيه ، وهم أهل الفتيا وحرسة الدين الع الثاني : فقه الياطن(2) ، وهو معرفة الأحكام المتعلقة بأفعال القلوب اما يخص المكلف في نفسه من أفعال الجوارح في عبادته وتناوله لضرورياته ، ويسمى اهذا فقه القلوب وفقه الياطن ، وفقه الوريع ، وعلم الآخرة ، والتصوف .
كثرت العناية(1) بالنوع الأول الذي هو الفقه لعموم البلوى ، واحتياج السلطان اوالكافة لمنصب الفتيا ، فكثر ناقلوه في كل عصر، وتعددت فيه الموضوعات(4) اووقي التوع الآخر الذي هو الأهم على كل أحد في نفسه قليلا أو مهجورا ، وربما اتي بعض علمائه لأجل ذلك دروسه وذهاب أهله ، فيجهل حكم الله في أفعال القلوب بالقشيي ليصبح شيخ خراسان في صره زهدأ وعلما بالدين وأحكامه ، وكان السلطان يقدمه اكرمه ، ألف عددأ من الكتب منها : التيسير في التقسير، ولطائف الإشارات ، حياة الأرواح ، المراج، شكاية أهل السنة . توفي الفشيري في السادس عشرمن شهر رييع الأول صام 465 بمدينة اابور ، ودفن بجوار شيخه أبي علي الدقاق رحهما الله تعسالى (طبقات الشافعية للسبكي : 242/3 امة الرسالة القشيرية ، الأعلام : 47/4) .
(1) في الرسالة 52/1 : واشتهرهذا الاسم لهؤلاء الأكاير قيل المثتين من الهجرة" .
(2) وهو ما يعير عن الطاهر : لسان الشريمة ، والباطن : لسان الحقيقة ، ويعرف القشيري ذلاك بقوله : الريمة أمر بالترام العبودية ، والحقيقة مشاهدة الربويية ، فالشريمة أن تعبده ، والحقيقة أن تشهده .
(الرسالة :461/1).
3) فيد : " المنايانت* (4) اتظر إحياء علوم الدين : 16/1.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز ه ووحركات البواطن التي أهم على المكلف ، وأقرب به إلى النجاة ، فكتبوا في ذلك اصنفات هي أمهات الإفادة ، وإن كانت لاتتعدد ، كما فعله اين عطاء(1) ، والمحاسبي في كتاب (الرعاية) وتابعهما الغزالي في كتاب (الإحياء) ام إن نظر الفقيه ونظر المتصوف على التفسيرين المذكورين يجتعسان فيا يخص الكلف في نفسه من أفعال(1) الجوارح في عبادته ، وتناوله لضرورياته ، ويمتاز المتصوف اوالورع بالنظر إلى أفعال القلوب واعتقيادلتها وتلوناتها يميز المحمود من المنموم النجي من المهلك ، والداء من الدواء . ويمتاز الفقيه بالنظر فيما يعم المكلفين من الماملات ، والأنكحة والبيوع والحدود ، وغير ذلك من أبواب الفقه .
افرق الغسزالي بين نظر الفقيه والمتصوف فيما ينظران فيه من العيسادات التناولات ، بأن نظر الفقيه من حيث يتعلق بمصالح الدنيا ، ونظره /5/ المتصوف امن حيث يتعلق بمصالح الأخرة .
قال (2) : لأن نظر الفقيه في العبادات التي رأسها الإسلام إنما هو من حيث إنها هل اصح فتكون مجزئة ويقع بها الامتثال ويسقط القضاء ، أو تفسد فلا تكون مجزئ اولا يقع بها الامتثال فلا يسقط القضاء ، أو من حيث يتنع من الأدأه فيباح دمه أو يؤدي فيعصم دمه ، وكذأ نظره في الحلال والحرام إنما هو من حيث إنه تصرف في (1) لين عطاء : هو أيو العباس أحمد بن حمد بن سهل بن عطاء الأدمي : قال القشيري : هو من كبمار اشايخ الصوفية وعلمائهم ، وهو من أقران الجنيد ، وصحب إبراهيم المارستأني ، وقال اللمي : له لسان فهم القرآن يختص به ، وكأن أبو سعيد الخراز يعظم شأنه ، وكان الخراز يقول : " التصوف خلق .
اا رأيت من أهله إلا الجنيد وأبن عطاء * ، توفي ابن عطاه ستة 409 أو 211 ه . ( طبقات الصوفية الاي عبد الرحمن السلمي ص 265، الريسالة القشيرية : 146/1) ، وانظر في ترجمته : حلية الأولياء : 204/1 - 305، طبقات الشعراني : 111/1، تاريخ بغداد : 26/6.
في د : " أعمال.
اظر الإحياء : 19-18/1.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتمي امال الغير ، فهل ينتزع من يده لمستحقه شرعا أم لا ؟ وما يترتب على ذلك من آتار اوط العدالة أو ثيوتها ، وهذه كلها أمور دينوية .
اقال : والمتصوف ينظر في ذلك كلمه من حيث إنها حزازات للقلوب ، ومؤثرة في استقامة التي هي أصل النجاة ، فيرى أن الصلاة لما كانت عيادة وأصلها التوجه(17.
ابالقلب ، فإنما يبقى منها زادا للآخرة ماحضره القلب ، لاماغاب عنه . قال: وإنما له من صلاته ماعقل متها"(2) ، وقال : " إن الرجل ليصلي الصلاة ليس له اافها ، ثلثها ، ربعها ، إلى غشرها"(1) . وكذلك الإسلام البذي هو إقرار واعتراف في الطاعة ، وإلا فلا أثرله في الآخرة . وكذلسك الحلال والحرام إنما ينظر فيه من حيث إنسه حزازة في النفس من داء يجتنب(2) لقوله : "دع ما يريبك إلى اما لا يريبك"(5) ، وقال : " لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لابأس به 1) في د : " التوحيد* .
(2) ورد في الإحياء: 159/1 بلفظ مشابه : " ليس للعبد من صلاته إلا ماعقل منها . وقمال المراقي في اريجه : لم أجده مرفوعا ، وروى محمسد بن نصر المروزقي في كتساب الصلاة من رواية عثان بن دعرش مرسلا : " لا يقبل الله من عبد علا حتى يشهد قلبه مع بدنه * ، ورواه أبو منصور الديلي اي مسند الفردوس من حديث أي بن كعب ولابن اللبارك في الزهد موقوفا على عمار : " لا يكتب لرجل من صلاته ماسهامنهأ* 2) الحديث عن عمار بن ياسرقال : سمعت رسول الله يقول : " إن الرجل ليتصرف ، وما كتب له الا عشر صلاته ، تستها، ثمتها ، سبعها ، خسها، ربغها ، ثلثها ، نصفهسا * (آخرجه أبو داود 291، وهو حديت سحيج ورواه ابن حبان في صحيحه رقم 1846 ، وانظر جسامبع الأصول 435 ، وانظر تخريج المراقي له في الإحياء : 161/1) .
(4) فيد :6 ود1ء يجتن*.
5) الحديث عن الحسن بن علي رضي الله عهما قال : حففلت من رسول الله : دع ما يريسك إلى اا لا يريبك ، فإن الصدق طانينة والكذب ريبة" (أخرجه الترمذي رقم 2520 ، والنسائي إلى قوله : مالا يريبك * 322/8، 378 ، وإستاده صحيح وانظر جامع الأصول 464/6) .
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميز (2) اخافة مما(1) به بأس"(1) . قال : والفقيه لا يتكلم في حزازات() القلوب وكيفية اجتتايها ل جميع نظر الفقيه مرتسط بالدنيا التي بها صلاح طريق الآخرة ، فإن تكلم في الاثم وصفات القلب وأحكلم الآخرة فليس من فته .
وأنا أقول : هذا الكلام ليس على إطلاقه ، ونظر الفقيه لم يرتبط بالدنيا مجردا" الانه دنيوي ، بل هنا أمر آخر هو أليق بمناصبهم . وذلك أن الشريعة لما انقسم حاملوها كما قدمناه - إلى أهل فتيا وشورى يستعين بهم السلطان والكافة على إمضاء أحكلم الله الظاهرة في خلقه ، وإلى عباد وزقاد اشتغلوا بما يخصهم في أنفسهم من أحكام الله ، وقد ايكون الفقيه حاملا للفقهين معا ، ولما كان(5) الأنبياء هداة الخلق إلى الله يأخذون اجراتهم عن النار، فيرشدونهم إلى سعادتهم ، ويصدونهم عن شقاوتهم بالزجر أو الضري او القتل ، على تفاوت الأفعال فيما اشتملت عليه من المضار باعتبار الآجل ، وعرفنا الما نهم أن كمال النجاة إنما هو في التلبس بالتكاليف والإتيان بها على أتم وجوهها ، وأكمل أحوالها على اتفاق الباطن والظاهر ، ثم مراعاة الباطن ومراقبته حمتى لاتتخلله غيية ااولا يشوبه فتور، ودون ذلك مرتبة أخرى وهوذ) الإتيان بها كاملة في الظاهر متفقا المع الياطن ، إلا أنها تخللته غيبة وفتور ، فليست هذه كالأولى ، لكنه ربما يؤول أن النجاة غاليا فضلا من الله ورحمة ، وأدون مراتب التكاليف الإتيان يها كلملة في الظساهر 1) في د : "ماه.
(2) احديث أخرجه الترمني وحسنه وابن ماجه 282/2، والحام وصححه من حديث عطية ألسصدي الاحياء : 19/1.
3) فيد : ه سزازة*.
(4) فيد :" مجردة* (5) في د : وكان".
(1) في د : : وهي".
(7) قي د : " ربما تكون التجاة" .
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه قط ، مهملة من الباطن جملة فلا يعتد بهذه ، وليست من التجاة في شيء ، لكن الارع لم يجرعلى هذا الحكم التارك جملة ، من ضرب أو قتل أو زجر ، إذ لم يجعل على الواطن سبيلا ، ووكل المكلف إلى نفسه فهو أعلم بذاته(1) ، ولما عساه يرجى فيا بعد من لاح الباطن بصلاح الظاهر . قال :" هلا شققت على قليه "(1) . وقال : " إنكم اختصون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا لفانما أقطع له من التار"(1) .
اعلى تفاوت هذه المراتب الثلاث يتنزل التفاوت بين الإسلام والإيمان والإحسان في التكاليف كلها ، فإن مقام /6/ الإسلام هو العمل من حيث ظاهره في قبوله اوسقوط التكليف به أو في رده . ومقام الإيمان هو اتفاق الظاهر والباطن في أدا العبادة مع تخلل الغيية ، وفي هذا رجاء النجاة . ومقام الإحسان هو اتفاق الباطن اوالظاهر مع لمراقبة في جميع العمل حتى لاتتخلل غيبة بوجه ، وهذا هو الأكمل في حق النجاة . وتجري هذه المقامات الثلاثة(5) في جميع العبادات والتكاليف ، وهذا هو معنى الما يقوله بعض الأكابر من أن للشريعة ظاهرا وياطنا(5) ، بمعنى أن لها حكما على المكلفين امن حيث ظاهر أعمالهم ، وحكما عليهم من حيث باطن أعمسالهم ، لا مسايموه ب (1) في د : * بدائه*.
2) اخديث ورد في قصة أسامة بن زيد رضي الله عنها ، رواه أبن ماجه : 239/4 ، يرفم 1299 ، ومسند الامام أحمد : 200/5 . وقال الهيتي : هذا إسنساد حسن . وقال المراقي : أخرجه مسلم من حديث اساعة بن زيد . (انظرالإحياء: 18/1) .
2) الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله قال : "إنما أنا بشر، وإنكم تختصون إلي والل بعضكم المن ججته من بعض ، فأقضي على نمو ماأسمع ، لهمن قضيت له بحق أخيه ، فإنا أقطع له اظعة من ناره . ( رواه البخاري : 212/5 ، ومسلم رقم 1712 ، والإمام مالك في الموطا : 719/2 او داود رقم 3682، 2584 ، والترمذي رقم 1239 ، والتسائي : 233/8 ، واتظر جامع الأصول : (4) في د : * الثلاث.
5) انظر بيضة التمريف للسان الدين بن الخطيب : 426/2.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه الباطنية(1) ويزخرفونه من أقوال سفاسفة ناقضة لمعاقد الشريعة تقتضي أن الشارع أاظهر حكما وأبطن آخر ، تعالى الله عما يقولون.
على هذا الفقيه المفتي هو المستقل بمعرفة هذه الأحكالم كلها ، فإن استفي من اايث ترض أعمال العباد على الشرع ، والحكم عليها بالصحة والقساد ، والقيول او الرد ، أفتى بما يتعلق بالعاجل كما ذكره الغزالي أنه مختص به ، وإن استفتساه مكلف المان حيث ابتغاء التجاة لنفسه أفتاه بما يخلصه في الآجل ، إلا أن يكون إتما حمل من الريعة الصنف(1) الأول من الأحكام التي هي متعلقة بالظاهر فقسط من حيت القبول أو الرد في العاجل فأمر آخر.
ام ان هذه الطائفة المختصين برعاية أحوال الباطن وفقه القلوب مازالوا يقلون في كل عصر ، ويخفون في كل قطر بفشو المخالفات ، وانحطاط النفوس في متسابعة الأهوا طاعة الخواطر، حتى صارطريقهم تقيلا على القلوب بمخالفة الجبلة الطبيعية ، اارسال العنان في الشهوات الملائمة ، واستيلاء المطامع والأمنيات في النجاة بالأعال الظاهرة ، مع أن الجمهور يرونهم بعين التجلة ، ويغبطون البضائع الخالصة لهم بالأهوا اوالأفقدة عقائد إسلامية لقنوها وتدارسوها ، ومحبة بالطبع في الزكاء والخير لوساعدت العزائم عليها ، فلا يختلج في نفس مسلم عقل أبويه يدينان الدين إلا أن الحق في الاريقهم والهدى في اتباعهم ، غير أن فقد الأعوان وقلة المساعدين مدعاة إلى الكسل .
اسلم إلى البطالة ، والنفوس(1) أبدا مع الجم الغفير ، وتقليد الآباء ومشيخة العصر في القول والعمل ، ولو استيقنت أن السعادة في طريق الخواص ، لولوعها بحب العاجل الذي أثروه ، وركونها إلى ما ألفته وألقوه ، وتعللها بالأماني فيا تؤمله من الاستقامة االرحمة الكفيلة بالتجاة ، ولعل الله سبخانه يصدق ظنونهم ويرحم مسكينهم ، فقد (1) في د: * بعض الياطنية من أقوال*.
(2) في د : "التصف الأول*.
3) فيد : " التفس*.
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه اال : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن ماشاء "(1) . وقسالت عسائشة اراي الله عنها : " يحشر الناس على نياتهم "(1) . ومن أنعم بالوجود الأول والرحمة الابقة فلعله ينعم في الوجود الآخر بالرحمة اللاحقة قل ياعبادي الذين أشرفوا على انييم لاتقتطوا من رخمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفوز الرحيم) الزمر: 53/39].
اولا تميزت هذه الطائفة بما تميزت به من النظر في أفعال القلوب والاهتمام يها تقديمها على أفعال الجوارح في الشرعيات والعاديات كما قال الجنيد() رضي الله عنه : إا رأيت الصوفي يعنى بظاهره فاعلم أن باطنه خراب"(4) . فاختصوا بهذا الاسم لقبا الهم وعلما عليهم.
اه وقد تكلف بعضهم فيه الاشتقساق . ولم يساعدهم القياس ، فقيل : من لبس (11 المحديث عن أي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " يقول الله عز وجل أنا عند ظن بي ، وأنا معه حين يذكرني ، فيان ذكرني في نفسه ذكرشه في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته افي ملا خيرمنهم ، وإن تقرب إلي ثبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعأ تقربت منه باعا ل ان اتاني يمشي أتيته مرولة، (رواه البخاري : 225/13 ،326، ومسلم رقم 2675، والترمسذي 3598 ، وانظر جامع الأصول : 476/4 ، 555/9 ، 692/11) .
(2) روله لمين ماجه : 289/2 من حديث جابر ، وروله الإمام أحمد : 92/2 من حديث أي هريرة . وقال الام العراني : ولاين ماجه من حديث أي هريرة : "إنما يبعث الناس على نياتهم * وفيه ليث بن سليم ختلف فيه (الاحياء:264/4) ، وقال العراقي ولمسلم من حديث عائشة : * يبعثهم الله على ااهم * (الإحياء : 42/3) .
12 الجنيد بن محمد ، أبو القاسم البغدادي الخزار ، صوفي من العلماء ، قال أحد مصاصريه : مأرأت عيناي الله ، شيخ زبانه ، وعده العلاء شيخ مذحب التصوف لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنية ، ولد دلد وصحبه خاله التري السقعلي والحارث المحاسي ومحمد بن علي القصاب ، قال القشيري : سيد ه الطلفة وإمامهم . توفي ببنداد ستة 297 ه (الرسالة : 116/1، الحلية : 256/10، تسأريخ باد : 2417، الأعلام: 141/2).
(4) النص ورد في الرسالة للقشيري : 552/2 .
Unknown page
الكلام في تحقيق طريق الصوفية وتميزه الصوف . والقوم لم يختصوا بلباس دون لباس(1) . وإنما فعل ذلك بعض من تشبه ا".، ، وتخيل من لياسهم الصوف في بعض الأوقات تقللا وزهدا أنه شعارلهم اعجب بهذا الظن حتى حمله على الاشتقاق منه ، ومأ ليس /7/ الصوف من ليسه متهم الا تقللا وزهدا ، إذ كانوا يؤثرون التحلي بالفقر في كل حال شأن من لم يجمل الدنيا اكبر همه . قال : "لاتجعلوا الدنيا أكبر همكم فتهلككم كما أهلكت من قبلكم"(2) (2) قال فيا يحكي عن ربه : " كن في الدنيا كأتك غريب أو عابر سبيل"(4) . وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرقع ثوبه بالجلر(5) 1) في د: "لم يختصوا فيه بلياس*.
2) ورد النص في الرسالة للقشيري : 553/2 على الغكل التسالي : "ثم هذه التسمية عليت على هذه الطائفة ، فيقال : رجل صولي ، وللجمامة : متصرفة ، وليس هذا يشهد لهذا الاسم من حيث العريية ال ياس ولا أشتقاق ، والأظهر فيه أنه كاللقب ، فأسا قول من قال : إنه من الصوف ، ولهذا يقال : اوف ، إذا ليس الصوف ، كما يقال : تقمس : إذا ليس القميص ، فذلك وجه ، ولكن القوم لم صوا بلبس الصوف" 3) روى الطيراني باسناد لاياس به، وأبن حبأن في صحيحه عن زيد بن ثابت قال : قال سول الله عالله : " إنه من شكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتت عليه ضيعته ، اولال يؤتيه منها إلا ماكتب له" ( الترغيب والترحيب : 25/4 ، وقال العراقي أخرجه ابن مساج الاحيام : 222/4).
44 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " أخذ رسول الله يمنكبي فقال : كن في الدنيا كانك ايب أو عاير سيل * . وكن لين عر يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصبلح ، وإذا أصبحت فلا تتظر للسأء ، وخد من صحتك لمرضاه ، ومن حياتك لموتسك، ( روأه البخساري 6416، الرمني 2332 ، والبيهتي في الستن الكبرى : 379/3، والإمسسام أحمد : 24/2، 41، ابن ماجه4114 ، وابن حيان 648، والترغيب والترهيي : 129/4) .
45 أورد اين الجوزي في ذلك عن الحسن رحمه الله قال : خطب عمر الناس - وهو خليفة - وعليه إزار في اتا عشرة رقصة . وعن أبي عثان النمدي قسال : رأيت عر بن الخطاب رضوان الله عليسه يطوف بالبيت وعليه إزار ، فيه اثنتا عشرة رقمة إحدامن بأدم أحمر . ( منساقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الابن الجوزيي ، ص 128-137) .
Unknown page
الكلام في خحقيق طريق الصوفية وتيزه وقال أخرون : (1)- اتقاقه من الصقة(1) ، وأن أصل هذه الطريقة مأخوذ عن أهل الصفة ، وهم الاجرون الذين اختصوا بالسكنى في صفة مسجد رسول الله ، مثل آي هريرة (6) الوسي(2) ، وأبي ذر الغفاري(2)، وبلال الحبشي(2) ، وصهيب الزومي(5) ، وسلمان الفارسي وأمثالهم (1) أهل الصفة : فقراء للهاجرين الذين سكتوا صقة مسجد رسول الله (2) أبو هريرة : عبد الرحمن بن صخرالنوسي ، صحابي جليل ، كان أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواي ه ، أسلم سنة 7 للهجرة ، ولزم صحيسة الني ، وهو من لشهر من سكن الصفة في مسجد ول الله . توفي بالمدينة المنورة سنة 59 ه. (حلية الأولياء : 276/1، الإصابة : 202/7، يب الأسماء واللفلت : 270/2 ، الأعلام : 208/3).
(2) أه ذر : جندب بن جنادة ، من بني غفار، سحاي جليل ، من كبارهم ، قديم الإسلام ، يضرب ب ال في الصدق والزهد ، وكلن كريما لا يخزن من المال شينا ، ولما مات لم يكن يملك ما يكفن به افي بالربلة ستة 22 ه.. ( حلية الأوليام : 156/1، طبقات ابن سعد : 161/4، الإصايية : 6،7، الاعلام :14082).
الال الحبشي : هو بلال بن رباح الحبشي ، أبو عبد الله ، مؤذن رسول الله ، وخازنه على بيت االه، أحد السابقين في الإسلام ، وكان شديد المرة نحيفا ، شهد المشاهد كلما مع رسول الله اكان يسكن الصقة ، ولا توفي رسول الله ياللح أفن بلال ، ولم يؤذن بمد ذلك ، ثم أقام حتى خرجت الرت إلى ألشام فسار معهم ، وتوفي بدمشق سنسة 20 ه. ( طيقات ابن سحد : 169/3، حلية الأولياء: 167/1، الأعلام: 73/3).
5) سهيب الرومي : صعيب بن سنان ، صحابي من أرمى العرب سهما ، وهو أحد السايقين في الإسلام اته الروم وهو صغير ، فنشا بينهم ، ثم اشتراه رجل من بني كلب فقدم به مكة ، فابتاعه عبد الله بن ال دعان فم لعتقه ، قاقام بمكة إلى أن ظهر الإسلام فأسلم ، ثم هاجر وترك ماله لقريش لما منعته من الجرة ، فبلة ذلك الني فقال : ربح صهيب ، توفي في المدينة سنة 28 ه . (طيقات ابن سعد : 191/3 ، حلية الأوليام : 151/1، الأعلام: 210/3).
46 سنسان ألقارسي : صحابي جليل ، أصله من أسبهأن ، أستعبده رجل من بي قريظة فجاء به إلى الدينة ، فاسلم ، ثم لعانه للسلمون على شراء نفسه من صاحبه ، وكان قوي الجسم ، صحيح الرأي ، وهو الذي دل للسلمين على حفر الخندق في غزوة الأحزاب ، وقال فيه رسول الله :" سلان منا أهل
Unknown page