Shicr Wa Fikr
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
Genres
زاره بعض مريديه وخلصائه قبل وفاته بأيام قليلة. تخافت الصوت الفضي المجلجل الذي طالما هزهم في الدروس والمحاضرات، وشحب الوجه الناصع، وغابت اللمحات التي كانت تلمع كالبروق. نظر إلى أحدهم وقال: أشعر باغتراب. اختلجت شفته المتقلصة، وعاد يطيل النظر إليه، ثم قال بصعوبة: أريد أن أرحل. عز عليهم أن يعجز سيد البيان عن إكمال عبارته. أخذوا يطردون عنهم طيور الخواطر السوداء. وتمنوا في هذه اللحظات لو أن الكتاب الذي اشتركوا في إهدائه إليه لم تعطله ظروف النشر السيئة، إذ كان من الممكن أن يرسم على وجهة ابتسامة أخيرة. واختفت الدموع وهم يودعونه، ويهبطون درجات السلم. ربي! هل يمكن أن يتداعى الهرم الشامخ أو ينضب نهر النيل؟!
أعط الصادقين القوة ليحملوا الأمانة، والقدرة على الحب ليواصلوا العطاء ... (1978م)
الله والفتوات والعلم
عن أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
بقلم الأستاذ فرتس شتيبات
إذا كان نجيب محفوظ هو أعظم روائي معاصر في مصر - ولعله أن يكون أعظم الروائيين في العالم العربي بوجه عام - فإن هذا يرجع في المقام الأول إلى ثلاثيته بين القصرين وقصر الشوق والسكرية التي رسم فيها - على طريقة المدرسة الواقعية - لوحة عميقة بالغة التأثير لتاريخ بلاده في النصف الأول من القرن العشرين.
1
وقد ظهرت أجزاء الثلاثية في سنتي 1956 و1957م. ولكن المؤلف انتهى من كتابتها في شهر أبريل سنة 1952م، أي قبل بداية الثورة المصرية، ثم لم يمد يده إلى القلم لسنوات طويلة . وقد أوضح في وقت لاحق أن رغبته في نقد المجتمع القديم قد زالت بزوال ذلك المجتمع، ولهذا لم يكن لديه ما يقوله أو يكتبه.
2
غير أنه لم يلبث أن بدأ سنة 1957م في كتابة رواية جديدة نشرت من 21 سبتمبر إلى 25 ديسمبر سنة 1959م،
Unknown page