فقال بمزيد من الحياء: المسألة أنني استجبت لتوددها، لم أدر كيف أرفضها ... - يا لها من خطوبة غريبة! - والأدهى من ذلك ...
وتوقف مرتبكا فتساءلت: هل يوجد ما هو أدهى من ذلك؟ - تورطت معها ...
فقاطعته: يا خبر أسود ... - لا أعني ذلك، أعني أنني اقترضت منها بعض النقود.
فكررت في عصبية: لا أصدق أذني ... - قروض اضطررت إليها ... - ما مقدارها؟ - الحق أنها مستمرة! - مستمرة؟! أأنت في حاجة إلى ذلك؟ - ماما، كيف غاب عنك ذلك؟ - نحن نشقى لنوفر لكم حياة كريمة. - أعرف ذلك، ولكن لولا نقود فردوس لأرهقتنا المعيشة إلى درجة عدم الاحتمال أنا وزغلول ورمضان. - يا للمصيبة، أهما شريكاك في ذلك؟ - نعم ... - ألم يعترض أحدهما؟ - لقد شجعاني على ذلك. - شجعاك على خداع بنت سيئة الحظ لسلب نقودها؟
فبادرها بحرارة: ليس في الأمر خداع، صدقت نيتي على الزواج منها في الوقت المناسب، وقال لي أخواي إن المال ميزة مثل الجمال، وإن فردوس على خلق ومن أسرة طيبة! - يا للعار يا محمود، تخطب فتاة سرا لتنفق عليك! - إنها قروض سأردها في المستقبل، ولولاها لحدثت لك أنت وأبي متاعب كثيرة ...
ألصقت راحتها بجبينها وهتفت: إني في حاجة إلى طبيب ...
فصمت مستسلما لوجوم كئيب حتى سألته: وكيف أخطأت مع الأخرى؟ - بلا إرادة ... ولكنني أعترف لك بأنني أحب عنايات! - ما شاء الله، وهل علم أخواك بجنايتك؟ - كلا. - لعل لديهما حلا فريدا! - ماما، إني معذب، لا أستطيع أن أتخلى عن عنايات، كما أنه يعز علي جدا أن أهجر فردوس ...
ونظر إليها في تعاسة مستوهبا النصيحة، حتى ندت عنها ضحكة عصبية وقالت ساخرة: ما عليك إلا أن تتزوج من الاثنتين ...
فقال بلهفة: يهمني جدا رأيك.
فقالت بحيرة: أمك احتارت واحتار دليلها! ماذا يقول لك ضميرك؟ - يملي علي أن أكون إلى جانب أشد الاثنتين حاجة إلي ... - ومن عسى أن تكون؟ - عنايات فيما أعتقد. - ثم يقال إنك سرقت فتاة طيبة وخدعتها! - أهون من أن أترك أخرى للموت أو السقوط ... - ستوجد على أي حال تضحية بفتاة بريئة ...
Unknown page