78

Shaytan Yaciz

الشيطان يعظ

Genres

وساد صمت ثقيل مرهق للروح حتى تساءل محمود: أليس هو الصواب يا ماما؟

فقالت بنفاد صبر: حسبي أنني ربيت ضميرك، وعليك أن ترجع إليه وحده!

12

هكذا انضاف إليها واجب ثقيل آخر هو مواجهة زوجها قبل مواجهة زغلول ورمضان. تذكرت أياما خالية حرصت فيها على الاستئثار بحل المشكلات. كانت مشكلات هينة حقا، أما اليوم فكم تتمنى لو أن زوجها كان أكثر إيجابية! وقد عاد زغلول ورمضان متعبين، ولكن مرحين أيضا لا يدريان شيئا عما يتجمع وراءهما من سحب، أما محمد فتحي فبدا وكأنه يتقدم في العمر. وتساءل رمضان عن تخلف محمود عن الذهاب إلى المدرسة، فأجابت أمه بأنه متوعك. وتناولوا الغداء في جو لم يفلح جهد في تبديد كآبته. وفي حجرة النوم قالت جمالات لزوجها: لدي مزيد من الأخبار المزعجة ...

ورمته بالجديد منها بغير مبالاة. وراح الرجل يفكر ويضرب على كف بكف، ويقول: لن أدهش لو تكشف بيتي عن عصابة إرهابية للاغتيالات الدولية ...

فسألته بوضوح: أتستطيع أن تقنعه باقتراحك الأول؟

فهز رأسه باقتضاب: كلا.

إنه لا يريد أن يتلقى درسا في الأخلاق على ابنه وتلميذه. - قالت: الحق إننا أصغر من الأخلاق التي نعلمها. - أي حل الآن لن يعفينا من سوء السمعة ... - ما أكثر الخاطئين، ولكن ذوي المبادئ وحدهم هم الذين يدفعون الثمن ...

فابتسم ابتسامة ساخرة ولم ينبس، فثارت ثائرتها وقالت: إنك تخجل من مواجهة ابنك باقتراحك ... - بل اقتراحنا، فقد وافقت عليه أنت أيضا ...

وكالعادة سارع إلى ملاطفتها، فقال بهدوء: لا ترهقي ذاتك بالندم، فلنطارد التعاسة معا، المسألة أنه كان لنا حلم وتبدد ...

Unknown page