113

Sharḥ Thalāthat al-Uṣūl li-Ṣāliḥ al-Fawzān

شرح ثلاثة الأصول لصالح الفوزان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition

الأولى-١٤٢٧ هـ

Publication Year

٢٠٠٦ م

Genres

هذا كله في المنافقين لشدة خطرهم وقبح فعلهم، ولما ذكر هذه الأصناف الثلاثة قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ فهذا دعاء لجميع الأصناف المؤمنين والكفار والمنافقين، قال العلماء: أول نداء في المصحف هو هذا ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ [البقرة: ٢١] .
اعبدوا: فعل أمر، أي أخلصوا له العبادة، لماذا؟ لأنه ربكم، والعبادة لا تصلح إلا للرب ﷾، ثم ذكر الدليل على ذلك وهو قوله: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾ .
والذين من قبلكم: من الأمم كلهم، خلق الله ﷾ الملائكة والجن والإنس، وجميع المخلوقات.
لعلكم تتقون: إذا تدبرتم هذا، فلعل هذا أن يسبب لكم التقوى إذا تدبرتم أنه الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم، لعلكم تتقونه ﷾ في عبادته، لأنه لا يقي من عذابه إلا طاعته ﷾، لعلكم تتقون عذابي وتتقون النار، لأنه لا يقيكم منها إلا عبادة ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم.
ثم واصل الاستدلال على ربوبيته وعبوديته ﷾ بقوله: ﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ أي: بساطا وَاللَّهُ

1 / 120